اعتبر مشاركون في ندوة "أخيراً الثقافة في قبضة رأس المال"، ضمن فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب ، أن العنوان مهم وذكي ويتيح لكافة المتحدثين والمشاركين حرية التعبير عن آرائهم، واكدوا على أهمية دور رأس المال الوطني في الاستثمار الثقافي، وشارك فيها الكاتبة والناقدة المصرية، الدكتورة أماني فؤاد، والشاعر والإعلامي السوري، فادي عزام، والأديب والمسرحي العراقي، عبد الإله عبد القادر، وأدار الندوة نواف يونس. وتحدثت الدكتورة أماني فؤاد، عن مفهوم الثقافة بشكل عام، والمثقف الحقيقي الذي لا ينضوي تحت أية سلطة، وضربت مثالاً على ذلك، أبي حيان التوحيدي، حيث اعتبرته أعظم مثقفي القرن الرابع الهجري، وقالت إن العنوان مهم، وقد يكون مضللاً، فكيف تكون ثقافة حقيقية، وفي نفس الوقت في قبضة سلطة ما، وتطرقت إلى تعريف الثقافة العام الذي يعرفه الجميع، ومن ثم تعريفها الخاص بأنها صور الوعي الاجتماعي التي ينتجها المفكرون والمبدعون، والثقافة في رأيها قد تكون جماهيرية أو شعبية أو نخبوية، وقد تصنف بصفتها محلية او عالمية او تابعة وبين بين. وذكرت أن المثقف عادة يكون مثقفاً فردياً او ظاهرة فردية، وضربت مثالاً على ذلك، علي عبد الرازق وطه حسين، فهما برأيها حالات فردية فقط، وعليه فالثقافة ظاهرة فردية تعبر عن مثقف حقيقي، باعتبار أن الحقيقة لا تنضوي تحت أية سلطة. وقالت حتى لو تم العمل على تدجين المثقف، سيبقى هناك مثقفون قادرون في لحظة من اللحظات على التخلي عن مناصبهم وامتيازاتهم لمصلحة هدف يسعون إليه. وقالت: أدركت الرأسمالية العربية عموماً والمصرية خصوصاً، أنه يمكن قيادة الجماهير من خلال الإعلام، والهدف من ذلك، تكريس بقاء الوضع السياسي العام كما هو، ورغبة في الهيمنة على السلطة، لافتة إلى أن المثقف الحقيقي في الإعلام نادر الوجود. وقالت هناك خطاب ديني متأخر جاهل رجعي، قدم لنا مثلاً جهاد النكاح وارضاع الكبير، فبأي منطق يسيطر رجل الدين على العقول، إنه خطاب ديني متأخر وقنوات اعلامية واحكام مجانية، وكل ذلك ادى إلى ظهور تير صهيواسلامي، وبالتالي فإننا نحتاج إلى نوع من الغربلة. وتساءلت: متى نجد المثقف الحقيقي النخبوي المشتغل لمصلحة إنسان مطلق وعالمي، ومتى نجد رأسمالية الدولة وليس المؤسسات والافراد، مشيرة إلى أن مفهوم عبادة الفرد والفردية يتنافى مع وجود مثقف حقيقي. وبدوره، تحدث الشاعر والإعلامي، فادي عزام، عما اسماه انطباعات شخصية، تجاه تعاظم رأس المال وأثره في الثقافة، متطرقاً إلى الصراع بين المثقف والسلطة، وقد استدل برواية »المثقفون« لسيمون دو بوفوار. وقال: لا يدرك المثقف قيمة نفسه وثقافته، بعد ان تم تفريغه من محتواه، وهدم الكلمة، وأشار إلى ان الصحافة العالمية تتحدث عن هجرة المثقفين العرب إلى الخليج عموماً والامارات خصوصاً، وتساءل عن دور الثقافة في كسر الأنماط السابقة. وتحدث الكاتب والمخرج والمسرحي، عبد الإله عبد القادر، قائلاً: لا ثقافة تقوم من دون دعم مالي، والمؤسسة الثقافية التي لا تملك ما يدر عليها أرباحاً لا يمكن لها ان تستمر، لافتاً إلى أن دور وزارات الثقافة انتهى في العالم العربي عموماً، وبدأ دور المؤسسات الخاصة، وليست بالضرورة مؤسسات رأسمالية. وأكد أن الوازرة لا تخلق شاعراً أو أديباً أو مبدعاً. وتحدث عن أهمية توظيف الرأسمال الوطني لمصلحة الثقافة، واننا نحتاج لمثل هذه المؤسسات، خصوصاً أن الدولة لا تقدر على التكاليف الباهظة المتعلقة بالثقافة ودعمها، الامر الذي يستوجب مشاركة القطاع الخاص، ولا بد ان نستفيد من الرأسمال الوطني، وتوظيف المال الوطني في الثقافة.