تكرار المليونيات في ميادين مصر بعد الثورة يجدد التساؤل حول أهمية الدور الذي يلعبه المثقف في المجتمع وبالتحديد في هذه الفترة المضطربة والتي يهتز خلالها الوعي الشعبي الراسخ منذ عقود، وهل يقتصر دور المثقف على النزول إلى الميادين ؟، وهل المثقفون قادرون على حشد الناس وتوعيتهم للسعي وراء حقوقهم. عن دور المثقف في مجتمعه تقول الشاعرة والكاتبة فاطمة ناعوت إن المجتمع المتحضر هو الذي يكون فيه للمثقف دور كبير في توعية الناس، لهذا نلاحظ فجوة كبيرة بين المثقفين والجماهير في المجتمع الرجعي.. وتقع مصر مع الأسف في هذه الحالة، حيث ترى المثقفين فرقاء ومتنافرين ولا يجمعهم رباط أو قضية يتحدون خلفها، وعلى النقيض ترى الرجعيين الظلاميين يجمعهم الرباط العقائدي ويعملون بسياسة السمع والطاعة، لأنهم متحدون على هدف واحد هو إخراج مصر من مسار التحضر ليلقوا لمجاهل الظلام. وتضيف ناعوت إن المثقف والليبرالي بطبيعته "فرداني" يعمل خارج الصندوق ولا يحب أن ينضوي في قطيع وهذا سر التشتت، ولكنه انتبه أخيرا لهذا الشرك فقرر الاتحاد لأول مرة منذ ستة عقود، وظهرت جبهات ولجان تدافع عن حرية الإبداع والمبدعين واستطاعوا أن يحشدوا لمظاهرة قوية منذ عدة أسابيع. وترى ناعوت أن تجمع المثقفين من أجل الدفاع عن الثورة , لأن الوقت ليس في صالحهم ولا في صالح مصر في مقابل جماعة الإخوان المسلمين التي تعمل منذ 80 عاما في السر وعلى نطاق دولي لتجنيد الشعوب من أجل مصالحها الخاصة ". أما الروائي محمد علاء الدين فيرفض اعتبار كل المثقفين ممثلين لضمير الأمة، لأن المثقف أو المبدع إنسان عادي يعاني ما يعانيه باقي الناس من أزمات ومشاكل، لكن يجب على المثقف أن يكون ضد أي نوع من أنواع القهر أو الاستبداد والتمييز من قبل الإخوان أو غيرهم، ذلك لأن الدولة لمواطنيها وليس لأصحاب دين معين . من جهته.. يرى المدون والكاتب باسم شرف أن المثقفين يستطيعون حشد الناس من خلال كتابتهم في الجرائد أو من خلال شبكات التواصل الاجتماعي مثل الفيس بوك أو عن طريق الإعلام المرئي وبرامج التلفزيون، ويجب على المثقفين فضح سيطرة الإخوان على الاقتصاد و المؤسسات والدستور، لأنه لم يحدث تغيير في سياسة البلد أو تح اقتصادي ما ، فسعر أنبوبة الغاز الآن 20 جنيها وكيلو الطماطم 20 جنيها ً، وهذه الأسعار أعلى بكثير من أيام مبارك، كما لا يزال الشعب يطالب بحدين أدني وأقصى للأجور ، وعندما فتحوا صندوق بريد الرئاسة وجدوا الناس يطلبون شققا سكنية ووظائف ويشير شرف إلى أن الإخوان روجوا لفكرة أنهم جماعة محظورة ، وذلك غير صحيح لأنهم في 2005 حصلوا على 88 مقعداً في البرلمان، فكيف تكون محظورة ويحصلون علي 20 % من مقاعد مجلس الشعب، ولكن لا خوف على الشعب الآن فهم تعلموا كيف يطالبون بحقوقهم عن طريق الإضرابات أو الاعتصامات وتلك هي مكتسبات الثورة الحقيقية، ويجب ألا نفرط فيه الكاتبة غادة عبد العال صاحبة مدونة "عايزة أتجوز" " ترى أن الشعب أصبح قادرا على اتخاذ قراره ودور المثقفين ينحصر في تنظيم وتهذيب الأفكار الأكثر تهورا وهو دور غير مباشر، ولذلك يجب أن يعمل المثقفون أكثر على محاولة التوعية وأن يكون لديهم مشروع ثقافي محدد يعملون علي تنفيذه علي أرض الواقع وخصوصا في الأقاليم والصعيد بدورها.. تشير الروائية أمينة زيدان إلى أن الثقافة في خطر كبير ، لذلك على المثقفين أن يجتمعوا على كلمة واحدة، لإيقاظ الوعي، لأن المجتمع متعطش لثقافة حقيقية متوازنة أمام الخطاب الديني السائد الآن.. بالإضافة إلي أن جميع المظاهرات والتجمعات ضرورة وتمثل الوخز في ضمير المجتمع ليدرك الأكاذيب والجهل الذي يحرك أحياناً قوانينه وشرائعه . فاطمة ناعوت: المثقفون فرقاء والقوي الرجعية أقوي باسم شرف: على المثقفين فضح سياسة الإخوان أمينة زيدان: المجتمع متعطش لثقافة متوازنة أمام الخطاب الديني