يقف، الاثنين 14 أكتوبر، أكثر من 4 ملايين حاج جاءوا من جميع أنحاء العالم على جبل عرفات ليؤدوا الركن الأعظم من الحج. يتجه ضيوف الرحمن إلى عرفات الله ابتداء من فجر غدا ليقضوا نهار الاثنين في معية الله، بعدما فرغ عدد منهم من قضاء يوم الثامن من ذي الحجة "يوم التروية" في منى اقتداء بسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم؛ تلبية لنداء خليل الرحمن إبراهيم عليه السلام، بعد أن أتوا من كل فج عميق تاركين المال والأهل والولد، طامعين في مغفرة الله، وطامحين في رضوانه، وقد بشرهم الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم بأن من حج بيت الله الحرام ولم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه. ويصعد غدا حجاج بيت الله الحرام الى مشعر عرفات بعد أن أتوا من أقطار بعيدة يبغون رضاء الله ويطلبون مغفرته ، الأسود بجانب الأبيض ، الأعجمى بجانب العربى ، الفقير بجانب الغنى ، المرؤوس بجانب رئيسه .. فغدا الكل سواسية أمام الله تعالى فى ذلك اليوم العظيم الذى يغفر الله فيه ذنوب كل من آتاه قبل حتى خروجه من عرفه. ويوم عرفه هو يوم من أعظم أيام الله ، تغفر فيه الزلات ، وتجاب فيه الدعوات ، ويباهى الله بعباده أهل السماوات ، فغدا يقول الله لملائكته كما ورد في الحديث القدسى "إذا كان يوم عرفه ينزل الله تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا فيباهى بهم الملائكة فيقول : انظروا إلى عبادي أتونى شعثا غبرا من كل فج عميق ... أشهدكم أنى قد غفرت لهم". ويوم عرفه هو يوم إكمال الدين وإتمام النعمة على المسلمين، ويوم مغفرة الذنوب والعتق من النيران، فهنيئا لمن وقف بعرفه غدا ورزقه الله الوقوف بعرفه بجوار قوم يجارون الله بقلوب محترقة ودموع مستبقة .. فكم فيهم من خائف أزعجه الخوف وأقلقه ، ومحب ألهبه الشوق وأحرقه، وراج أحسن الظن بوعد الله وصدقه، وتائب أخلص الله من التوبة وصدقه ، وهارب لجأ إلى باب الله وطرقه، فكم هنالك من مستوجب للنار أنقذه الله وأعتقه، ومن أعسر الأوزار فكه وأطلقه وحينئذ يطلع عليهم أرحم الرحماء، ويباهى بجمعهم أهل السماء، ويدنو ثم يقول: ما أراد هؤلاء؟ لقد قطعنا عند وصولهم الحرمان، وأعطاهم نهاية سؤالهم الرحمن. وعقب غروب شمس يوم عرفة يتوافد الحجيج في سلاسل بشرية مهيبة على المزدلفة لأداء صلاتي المغرب والعشاء جمع تأخير والمبيت بها حتى الفجر، ثم التوجه إلى مشعر منى لرمى جمرة العقبة الكبرى، ثم التحلل، وأداء طواف الإفاضة والسعي والعودة إلى منى مرة أخرى للمبيت بها واستكمال رمى الجمرات خلال أيام التشريق الثلاثة. ومن جهة أخرى ، أجرى محمد إبراهيم وزير الداخلية اتصالا هاتفيا باللواء مصطفى بدير مساعد وزير الداخلية للشئون الإدارية رئيس الجهاز التنفيذي لبعثة الحج المصرية رئيس بعثة حج القرعة للاطمئنان على أحوال حجاج بيت الله الحرام. وأكد اللواء بدير – في تصريحات خاصة لموفد وكالة أنباء الشرق الأوسط الأحد 13 أكتوبر- أن وزير الداخلية وجه مجددا بضرورة تقديم أفضل الخدمات لحجاج بعثة القرعة وتوفير كافة التسهيلات التي تمكنهم من أداء مناسك الحج بكل سهولة ويسر، مشيرا إلى أن وزير الداخلية يتابع بنفسه تنفيذ خطة تصعيد الحجاج إلى جبل عرفات لحظة بلحظة، والتأكد من آلية توزيع الوجبات الساخنة والجافة على الحجاج خلال يوم عرفات وأيام التشريق الثلاثة. وأوضح أنه تم التأكد من رصف جميع الممرات التي تربط بين خيام الحجاج بعرفات ومنى؛ لضمان تحقيق راحة أكبر للحجاج ، وكذلك زيادة عدد دورات المياه المحمولة وأحواض الوضوء لتعمل جنبا إلى جنب مع تلك التي أقامتها السلطات السعودية، وكذلك إنارة الممرات الواقعة بين الخيام، وتوفير المقاعد البلاستيك والمناضد والمظلات بكل مخيم. وشدد مساعد وزير الداخلية للشئون الإدارية رئيس الجهاز التنفيذي لبعثة الحج المصرية رئيس بعثة حج القرعة على وجود أماكن داخل المخيمات لجميع حجاج البعثة ، مشيرا إلى أن جميع الحجاج سيتوجهون إلى عرفات في رد واحد، وذلك بقرار فردى من الضابط المشرف على كل 6 حافلات ، والتي تضم 300 حاج لضمان سرعة الوصول إلى عرفات قبل الازدحام.