( الحلقة الأولي ) ستجد ضريحا صغيرا على يدك اليسرى فى مدخل حديقة المتحف المصرى .. إنه قبر المسيو مارييت لص الآثار الذى تحول إلى عابد فى محراب الحضارة المصرية ودافع عنها لدرجة أنه تحدى إمبراطورة فرنسا ورفض أن يعطيها آثار مصرية وتحمل بطشها. قصته مليئة بالدراما إلى الدرجة التى تجعلك تظن أنك أمام رواية خيالية وليس رجلا حقيقيا يشهد بوجوده ضريحه الموجود فى أحد أركان المتحف. فقد بدأ مارييت كلص آثار وشهدت النصف ساعة الأخيرة من حياته - وهو على فراش الموت - همهمات تعبر عن أحلامه بإنشاء المتحف . بوابة أخبار اليوم رصدت مشاهد مدهشة من حياة المسيو مارييت لص الآثار الذى كان وراء انشاء المتحف المصرى ولنبدأ من البداية : جاء أوجست مارييت - الذى ولد بإيطاليا عام 1821 وشغل وظيفة مساعد إحتياطى فى القسم المصرى بمتحف اللوفر عام 1849 – بهدف حقيقى وهو سرقة الآثار وهدف صورى هو شراء لوحات قبطية. وعندما جاء إلى مصر ورأى تمثال أبو الهول والذى يشبه العديد من التماثيل الأخرى التى رآها فى القاهرة دار فى ذهنه ماقرأه فى كتاب السيرابيوم الذى كتبه سترابو حيث ترقد فى السيرابيوم جثث عجول أبيس التى كانت مقدسة لدى قدماء المصريين فى ممرات سرية تحت الأرض. وودع مارييت فكرة المخطوطات القبطية وبدأ فى رحلة البحث عن السيرابيوم وأسراره ،وأرسل إلى متحفه بقراره وطلب منهم معونة من أجل مساعدته فى رحلة بحثه. جدير بالذكر أنه فى الوقت الذى جاء فيه مارييت إلى مصر كانت الآثار المصرية تهرب وتدمروتنهب من قبل لصوص وتجار الآثار، الذين لم يكتفوا بسرقتها بل قاموا بتدميرها . وفى الحلقة الأولى التى بدأ بها مارييت حياته كلص آثار سرق من الآثار المصرية وعاث فيها فسادا لم يسبق له مثيل، ووصل به الحد إلى أن قام بنهب 5984 قطعة آثرية من آثار سقارة دفعة واحدة ووضعها فى 44 صندوق وأرسلها إلى متحف اللوفر فى سرية تامة..لتشهد الآثار المصرية تدميرا وخرابا ليس له مثيل!. أما كيف تحول هذا اللص إلى التوبة وكتب له حسن الختام وحمى الآثار المصرية وتحدى إمبراطورة فرنسا وغضبها ودفن بجوار الآثار المصرية فتلك حكاية نقرأها فى الحلقة الثانية من لص الآثار الذى كان وراء إنشاء المتحف المصرى!.