حذر الرئيس الفلسطيني محمود عباس من أن استمرار الاعتداءات علي المسجد الأقصي والمقدسات من جانب الاحتلال الإسرائيلي ينذر بأفدح العواقب. وطالب عباس في كلمته، 26 سبتمبر ، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة ، بضرورة وقف الاعتداءات الإسرائيلية علي الأماكن المقدسة في القدس، وخصوصاً الأقصي. كما دعا عباس المجتمع الدولي إلي التكريس لشرعية الدولة الفلسطينية، مضيفاً بقوله "لقد أكدنا مرارا أن الدولة الفلسطينية ستمارس دورها في المجتمع الدولي." ووصف الرئيس الفلسطيني انطلاق جولة مفاوضات مباشرة مع الإسرائيليين بأنها أمر جيد، لكنه يجب ألا يبعث علي الاسترخاء، حيث نوه علي ضرورة أن تبقي الأسرة الدولية متيقظة لعملية تقويض هذه المفاوضات. وقال "هدفنا رفع الظلم التاريخي عن الشعب الفلسطيني، ومسعانا لرفع مكانة فلسطين لا يستهدف نزع الشرعية عن إسرائيل." وأشار إلي أن إسرائيل لم تحترم اتفاق أوسلو، وواصلت الاستيطان وضرب عملية السلام، رغم أن الفلسطينيين قدموا تنازلات "مؤلمة" بتوقيعهم علي هذا الاتفاق قبل 20 عاما، مضيفاً أنه بعد مرور عقدين عليه تبدو الصورة محبطة وقاتمة. وقال إن الاستيطان والاعتداءات لا تؤسس حقا ولا تكتسب شرعية، معربا عن ثقته في أن غالبية الشعب الإسرائيلي تؤيد حل الدولتين، ومعتبرا أن "الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي شريكان في صنع السلام." وأوضح أن هدف المفاوضات هو إقامة السلام وقيام دولة فلسطينية علي أساس حدود عام 67 عاصمتها القدسالشرقية. وقال إن السلام بين فلسطين وإسرائيل مدخل للسلام الشامل مع العرب، لافتاً إلي أن الفلسطينيين لا يستهدفون المس بعملية السلام، وأنها ليست هي بديلاً عن المفاوضات الجدية بل على العكس تماما من ذلك، يستهدفون خيار السلام وبث الحياة في أواصل عملية كانت في حالة "موت سريري". وأضاف قائلاً "أؤكد أننا باشرنا مفاوضات السلام وسنستمر فيها بنوايا صادقة مخلصة وإرادة وإصرار على النجاح وسنحترم جميع التزاماتنا لتوفير البيئة المناسبة لاستمرارها بصورة جدية ومكثفة من أجل التوصل إلى اتفاق سلام خلال تسعة أشهر". وتابع إن "غاية السلام الذي نسعى إلى تحقيقه محددة، وهدف المفاوضات جلي للجميع .. وهي رفع الظلم التاريخي غير المسبوق الذي لحق بالشعب الفلسطيني في النكبة عام 1948 وتحقيق سلام عادل ينعم من ثماره الشعبان الفلسطيني والإسرائيلي وكل شعوب المنطقة". وأكد أن "هدف المفاوضات هو التوصل إلى اتفاق سلام دائم يقود على الفور إلى قيام دولة فلسطينية مستقلة دائمة السيادة عاصمتها القدسالشرقية على كامل الأراضي التي احتلت عام 1967 إلى جانب دولة إسرائيل ، وحل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين حلا عادلا ومتفقا عليه وفق القرار الأممي 194 والمبادرة العربية". ونوه قائلاً ، "نرفض الدخول في دوامة اتفاق مؤقت جديد يتم تأبينه ، آو الانخراط في ترتيبات انتقالية تصبح قاعدة ثابتة بدل أن تكون استثناء طارئا".