صراخ .. صرير الباب المغلق.. الأثاث يتحرك .. الأشياء تختفي .. الإضاءة ترتعش .. الجو أصبح بارد .. إذا البيت مسكون .. ماذا يعني ولماذا؟ هل نتوهم .. نتخيل .. أم هناك من يخلق لنا الوهم. ظهر عدد من المنازل التي اشتهرت بكونها لا تصلح لسكن البشر حيث يسكنها جن أو عفاريت حسب ما يقول البعض، وتختلف المسميات حسب الخلفية الاجتماعية للشخص، فسواء كان قصر البارون أو عمارة رشدي فالاسم الذي يجتمع عليه الجميع بيت مسكون. يشعر الكثيرون بالرعب والرهبة عند دخول منزل للمرة الأولى وخاصة إذا كان ذو طابع قديم، ويفكر الجميع بكل ما هو متداول عن ما يمكن أن يكون حدث بداخل المنزل، ولكني صادفت قصتان متناقضتان. حكت دينا، 22 عاما، أنها عاشت رعب كبير خلال فترة المراهقة بسبب منزل أمام مدرستها ذو طابع قديم ويحدث به الكثير من الأشياء برغم أنه يخلو من الساكنين، فكان أحد أصدقائهم بالمدرسة يتراهن يوميا على ما يمكن أن يحدث بالمنزل، وبالفعل يحدث أن تتغير أماكن أشياء في حديقة المنزل أو يوضع شيء غريب على سقفه أو نوافذه. وتابعت دينا أن رعبها استمر لمدة ثلاثة أعوام إلا أنها اكتشفت مع صديقاتها صحة عبارة "ما عفريت إلا بني أدم" حيث تصادف مرة أن رأت زميلها في المدرسة – الذي يتراهن معهم – وهو يقفز من على سور المنزل ويغير بمحتوياته، مؤكدة أن هذه القصة جعلتها لا تصدق بسهولة ما يمكن أن يحدث حتى وإن كان أمام عينها. ويتفق مع قصتها أدهم، 35 عاما، حيث مر بتجربة مع الشقة التي تزوج بها، قائلا إنه عاصر تجربة مع الشقق المسكونة حيث أن الشقة التي تزوج بها كان بها متناقضات غريبة لا يمكن أن تحدث بسبب عدم وجود أشخاص غريبة بالشقة. وأضاف أنه دائما كان يتفاجئ بتغير أماكن الأشياء برغم سفر زوجته ووجوده بالشقة بمفرده، مشيرا إلى أن أكثر يوم أصيب بالرعب فيه حيث كان يشرب كوب عصير ووضعه أمامه ولم ينقص منه شيئا ودخل غرفة أخرى وعندما عاد وجد الكوب فارغ فأستعاذ من الشيطان وخرج وتوجه لمنزل والديه ولم يعد مرة أخرى للشقة إلا لجمع أشيائه هو وزوجته. وتتعارض الحكايات والقصص، ما يمكن أن يحدث مع شخص يختلف مع آخر، ولذلك تختلف المعتقدات والأفكار، ما قد يصدقه شخص يكذبه آخر، ولكنها الطبيعة البشرية والتجربة الإنسانية.