اعتبرت صحيفة "ديلي تليجراف" البريطانية أن تطور المقترح لوزير الخارجية الأمريكي جون كيري لنظام الأسد بتسليم أسلحته الكيماوية لتجنب ضربات جوية لمبادرة دبلوماسية جدية يعكس رغبة الأطراف لإيجاد طريقة تحفظ ماء الوجه وتخرج بهم من الأزمة السورية الدولية. وذكرت الصحيفة – في سياق تقرير نشرته الثلاثاء 10 سبتمبر علي موقعها الإلكتروني – أن كيري أطلق مقترحه بالسلام مقابل السلاح وكان من الواضح أنه يريد به أن الأمر بعيد الاحتمال ، لكن في غضون ساعات أمسكت موسكوودمشق والرئيس الأمريكي باراك أوباما – في وقت متأخر من الليل – بالفكرة كمقترح معقول يمكن أن يحل المأزق الدبلوماسي. وقالت الصحيفة إنه ومع ذلك فإن قرار أوباما بأن يتماشى مع الخطة الروسية يعكس ضعفا جوهريا في موقفه بالداخل ، فمع رفض الكونجرس وعامة الأمريكيين دعم أوباما في مطالباته بعمل عقابي ضد النظام السوري ، بدأت التهديدات بضربة عسكرية تضعف تدريجيا. وأضافت الصحيفة أنه في ظل اقتراب التصويت في مجلس الشيوخ سريعا ، أنقذ أوباما نفسه ، لافتة إلى أنه في الظاهر- وكما اعترف أوباما - هناك سبب ضئيل للغاية يدعو للاعتقاد بأن نظام الأسد صادق بشأن التخلي عن ترسانة السلاح النووي التي تعد سياسة ضمان استراتيجي رئيسية ضد الأسلحة النووية الإسرائيلية. وأوضحت الصحيفة أنه في حال كانت دمشق تريد بالفعل وضع أسلحتها تحت إشراف دولي ، فيتعين عليها البدء بالاعتراف بوجودها في المقام الأول – وهو الأمر الذي رفض نظام الأسد القيام به بشكل رسمي. ونوهت الصحيفة إلى أنه ومع ذلك وفي ظل رغبة كافة الأطراف في متنفس رحب أوباما بالمقترح الذي يعد معقولا بالكاد واصفا إياه بانفراجة جدية محتملة. وتابعت الصحيفة القول إنه إذا كان لدى أوباما التأييد السياسي في الداخل لاستخدم المقترح الروسي لقلب الطاولة على النظام السوري من خلال توجيه إنذار أخير لدمشق لإظهار جديتها بشأن العرض – والا ستواجه العواقب. لكن الصحيفة أوضحت أنه في ظل اعتراف أوباما الليلة الماضية بأنه ليس لديه اصوات التأييد الكافية في الكونجرس فإن أي تهديد من هذا القبيل يكون واهيا، وبشار الأسد يعلم هذا. وأشارت الصحيفة إلى أن موسكوودمشق لديهما من جديد القوة والسطوة الدبلوماسية ، حيث تعلمان أن الأممالمتحدة التي بدت غير مدركة لمجريات الأمور بشكل متزايد خلال الأزمة ، ستؤيد جهودهما سواء كانت صادقة أو غير ذلك. واختتمت الصحيفة تقريرها بالقول إنه في حالة منع هذا المقترح نظام الأسد من استخدام الأسلحة الكيماوية في المدى القصير وسمح بتأجيل تصويت في الكونجرس فإن الإدارة الأمريكية تبدو خاسرة بالتأكيد ومن ثم فإن ذلك سيكون ما يسمح بانقلاب على السياسة الخارجية لأحد أضعف الرؤساء الأمريكيين في الذاكرة الحية