اعتبر الموقع الرياضي ل"بي بى سى"، الثلاثاء 3 سبتمبر، أن انتقال الويلزى جاريث بيل من نادى توتنهام هوتسبرز الانجليزى إلى ريال مدريد الاسباني مقابل 85 مليون جنيه إسترليني دليل على ابتعاد عالم كرة القدم عن الواقعية. وأضافت هيئة الإذاعة البريطانية "بى بى سى"- في تقرير خاص لها - أنه على الرغم من أن إمكانات اللاعب، 24 عاما، لا يمكن التشكيك فيها بوصفه ابرز نجوم الدوري الانجليزي غير أنه لم يصبح بعد واحدا من أفضل نجوم العالم، غير ان تعاقد الريال مع بيل لم يأت فقط من اجل قدراته ولكنه أمر يتعلق بحقوق التسويق ومبيعات قميص الفريق وإرسال رسالة لباقي الفرق المحلية والعالمية بأن النادي الملكي مازال اكبر وأغنى مؤسسة كروية على سطح كوكب الأرض. ويأتي ضم بيل ليواصل رئيس النادي الاسباني فلورينتينو بيريز مسيرته بوصفه مهندس اكبر الصفقات فى عالم الساحرة المستديرة حيث انه خلال الثلاثة عشر عاما الماضية حطم كافة الأرقام القياسية للصفقات الكروية. وبدأ ذلك بضم فيجو عام 2000 ثم زين الدين زيدان عام 2001 وكاكا وكريستيانو رونالدو عام 2009 وأخيرا جاريث بيل في 2013، وبلغت القيمة الإجمالية للاعبين الخمسة 303 ملايين جنيه إسترليني. وعلى الرغم من قيمة الصفقة الكبيرة فهي قيمة بوسع ريال مدريد تحملها ففي العام الماضي بلغت أرباح النادي الاسباني 415 ملايين جنيه إسترليني وهو ما جعله اغني نادى كرة قدم على وجه الأرض، وبجانب ذلك فإن بيريز يرى ان هذه الصفقات تحقق مردودها من خلال زيادة مبيعات قمصان الفريق وتزيد من قيمة عقود الرعاية،ويؤكد هذا ما قاله رئيس الاتحاد الأوروبي ميشيل بلاتيني الأسبوع الماضي من أن اللاعبين لم يعودوا لاعبي كرة بل اصحبوا منتجات يتم تداولها. ويمثل ريال مدريد حالة خاصة حيث انه مدفوع بقوى داخلية وخارجية للقيام بهذا الإنفاق.فلا يتم ضم أي لاعب كبير لسانتياجو برنابيو دون النظر إلى الغريم برشلونة،وجاء ضم جاريث بيل بعد ان ضم برشلونة البرازيلي نيمار مقابل 50 مليون جنية إسترليني. كما أن الأنفاق الضخم من جانب شبكات التليفزيون للحصول على حقوق بث الدوريات الكبرى أدى لزيادة مدخولات الأندية الكبرى في أوروبا وهو ما ساعدها على إبرام صفقات ضخمة في الأيام الأخيرة من موسم الانتقالات الصيفية ولم يكن ضم الريال لجاريث بيل استثناء عن القاعدة.