الأمومة غريزة فطرية بداخل كل أنثي حتى و إن قست الأم على أبنائها فإنه عادة يعود لحبها و خوفها عليهم و رغبتها في أن تراهم أفضل الناس. و لكن هل مقولة "من الحب ما قتل" حقيقة؟؟ هل يمكن لأم أن تقتل فلذات أكبادها لأوهام في مخيلتها تجسدت من فرط حبها لهم؟ لعل ذلك حقيقة تجسدت في شخص القاتلة الأمريكية "أندريا ياتس" التي أقدمت على قتل أطفالها الخمس في جريمة هزت الولاياتالمتحدة من بشاعتها و السبب في ذلك خوفها على أبنائها من دخول جهنم!!. كانت أندريا طالبة متفوقة و قائدة فريق للسباحة ، حصلت على شهادة عالية في التمريض من جامعة تكساس. اشتهرت بتدينها الشديد و مواظباتها على حضور الاجتماعات الدينية و عرف عنها استقامتها إلى أن تقابلت بزوجها الذي هو الأخر كان متدينا بشدة ، قررا الزواج و إقامة حياه جديدة أساسها الجدية والتقرب من الله وتم زواجهما عام 1994. لم يفعلا مثل بقية أبناء جيلهما بأن يحددا النسل أو ما شابه، فقد كانت أندريا ترى أن مثل تلك الوسائل تمثل اعتراضا على إرادة الله واتفقا أن ينجبا طالما لا توجد لديهما أية عقبات. قررت أندريا أن تصبح ربة منزل و تترك عملها و ذلك رغبة منها في الاهتمام بشئون أسرتها. ومن أجل مستوى اجتماعي أفضل قرر الزوج الانتقال إلى ولاية أخرى من أجل العمل و على ذلك أصبحت حياتهما بين ولايتي تكساس و فلوريدا و كانا يعيشان في بيت متحرك تجره عجلات إلى أن استقرا في هيوستن و عرضا بيتهما المتحرك للبيع. أقدم واعظ متطرف يدعى مايكل بيتر على شراء البيت و تعرف على أسرة ياتس و تأثرت أندريا بفكره المتطرف، في نفس الوقت أنجبت أندريا طفلها الرابع. لوحظ على أندريا بعد ولادة طفلها الرابع دخولها في حالة نفسية سيئة و شعورها بالاكتئاب. استمرت حالتها في التدهور لدرجة أنها حاولت الانتحار أكثر من مرة تارة بتناول جرعة زائدة من الحبوب و تارة أخرى بمحاولة قتل نفسها بسكين و استمر وضعها في السوء حتى أنها وصلت لمرحلة الانهيار العصبي التام. وعقب خروجها من المستشفي انتقلت عائلة ياتس إلى منزل جديد و بعدها بأسابيع قليلة حملت أندريا في طفلتها الخامسة و تحسنت حالتها النفسية إلى أنها ما لبثت و عادت تسوء مرة أخرى بعد وفاة والدها، فتوقفت عن إرضاع طفلتها و التحدث مع أى شخص ، لم تكن تفعل شىء سوى الصلاة. بدأت أندريا في التفكير لتنفيذ جريمتها البشعة في يونيو 2000 و أقدمت على قتل أطفالها "نواه 7 سنوات، جون 6 سنوات، بول 4سنوات ، لوك سنتان واحدة و ماري 6 شهور و ذلك عن طريق إغراقهم في حمام السباحة الخاص بهم . و قامت بعدها بالاتصال بزوجها و رجال الشرطة. أثناء محاكماتها اعترفت أندريا بجريمتها معللة ذلك بأنها لم تكن أم جيدة أو صالحة و أن أولادها لم يتلقوا تربية سليمة و أنها أرادت أن تقتلهم حتى لا يعيشوا في الحياة و يرتكبوا معاصي تودي بهم إلى جهنم فقد كانت ترى أن مصيرهم الهلاك لا محالة. حكمت المحكمة عليها بالسجن مدى الحياة بعد أن قررت تخفيف الحكم من الإعدام للمؤبد بسبب قواها العقلية.