نعم أصدقاء .. ولكن مختلفون .. تقابلت المصالح نتحد .. تعارضت المصالح نفترق .. بدءنا معا .. النظام الحاكم والإخوان .. والمطحون دائما "الشعب". فتحي نوفل "النظام الحاكم" .. علي الزناتي "الإخوان" .. محسن "الشعب اللي كان مالوش دعوة" .. أبطال فيلم طيور الظلام من تأليف وحيد حامد. عرض وحيد حامد قصة عبقرية متداخلة الأحداث والانتماءات السياسية رأها البعض منذ 18 عاما مستحيلة الحدوث، ولكن الواقع كان له رأي آخر. برغم بعد الفيلم عن الواقعية – في ذلك الوقت – إلا أنه رسم حاضرنا بإبداع، واستطاع الفيلم وصف علاقة رموز النظام وأعضاء جماعة الإخوان، شارحا علاقة المصالح التي تبعد تماما عن مصلحة الشعب، وأكد الفيلم على فكرة أن القوة لا يمكن أن تتوازى ولكن تزيح إحداها الأخرى. بعد ثورة 25 يناير تم حبس الرئيس السابق حسني مبارك ومعظم أعضاء حكومته في سجن طره الذي جمع شخصيات كنت لا تستطيع مقابلتها إلا في أحلامك .. في حين حكم الساحة السياسية جماعة الإخوان – التي كان معظم أعضائها بالسجون – ولكن تشاء الأقدار ألا يستمر حكمهم ويتقابلوا مجددا مع رموز النظام السابق بداخل السجن وهي ذات نهاية الفيلم. بدء فتحي نوفل كمحامي فقير لكنه عرف طريق المال والشهرة في التمسح بالنظام الحاكم وكان زملاؤه في المهنة والدراسة علي الزناتي ومحسن لا يجدون حظهم ولكن كلا اختار طريق مختلف، ف"علي الزناتي" ينضم إلى الجماعات المتطرفة دينيا ليحقق المكاسب، ولكن محسن أختار المبادئ ولم يتجه إلى نظام أو إخوان برغم المحاولات المستميتة من فتحي وعلي لاستقطابه. وتجلت روعة القصة عندما تشابكت أقدارهم بعد رحلة صعود كل منهم ووصولهم إلى القمة ولكن العقبات تحول دون استمرارهم في القمة وتضع النظام والإخوان في السجن مجتمعين وينتهي بمشهد لا ينساه من يشاهده.. مشهد جمع فتحي وعلي في السجن وكان نص حوارهم: فتحي نوفل: برضه مع بعض يا علي! علي الزناتي: على فكرة.. إحنا في مركب واحد يا فتحي فتحي نوفل: أنا هنا حبس احتياطي.. رهن التحقيق علي الزناتي: وأنا كمان رهن التحقيق.. أنت تهمتك إيه؟ فتحي نوفل: أكيد لسه بيدورولي على تهمة.. بس أنا زي الفل علي الزناتي: أنت خايف يا فتحي؟ فتحي نوفل: أنا مابخافش يا علي علي الزناتي: بس أنا خارج يا فتحي فتحي نوفل: وأنا خارج قبليك نهاية الفيلم .. ولكن الواقع لا نعرف ما ستنتهي عليه الأحداث .. ولا نعرف من الفائز.. ومن المسيطر وخاصة بدخول أطراف جديدة للصراع .. وخاصة وأن الطرف الأقوى "الشعب" أصبح الحاكم الفعلي لمجريات الأحداث .. وننتظر القادم.