العيد هو الاحتفال الذي تجده يعم كل البلدان، إلا أنه لا يظهر سوى في مناطق بعينها، و بالأخص المناطق الشعبية و الحواري الفقيرة. يبدأ العيد بالصلاة..يليها تهنئة بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك، و تبدأ الاحتفالات، تجد الصغار واضحين جدا بسبب ألوان ملابسهم الجديدة، فكل صغير يحاول أن يتباهى أمام أصدقائه بمظهره الجديد، و الفتيات متباهين بقصة شعرهن و أحيانا قليل من المكياج. و الحنطور...هو قصة كل عيد و الذي لا تجده في أي مكان فهو إما في الأماكن السياحية أو الشعبية، ومعه قهقة من القلب تأسر قلبك معها وتدفعك للإبحار في ذكريات طفولتك حتى أن مظهرهم قد يجعلك تعيش طفولتك معهم مرة أخرى. وتجد المسيحي يحتفل مع أخيه المسلم، حتى أن أطباق الكحك هي هدية الجار المسلم لجاره المسيحي في هذا اليوم، وهناك بعض الجيران المسيحيين الذين يصممون على عمل الكحك بأنفسهم لجيرانهم المسلمين لتقديرهم لظروف الصيام و إرهاقه. البلالين و الطراطير..فعلى ناصية كل شارع تجد الرجل الطيب بائع البلالين و الطراطير، و عليه حشود من الكبار و الصغار..الكل يريد التعبير عن فرحته..الشوارع و المحلات و السيارات و الدراجات كلها مزينة بالبلالين..كل الأطفال ترتدي ماسكات أو طراطير أو حتى طرابيش..و أحيانا الكبار أيضا كنوع من الفكاهة و الضحك مع ضغارهم. وربما العيد هو موسم الأفراح، وفي المناطق الشعبية تجد الفرح مستمر لعدة أيام، و الاختراعات تتجدد في زفة العريس و العروسة..والتي أحيانا بالحنطور أو زفة بالتوكتوك و معها العديد من الموتوسيكلات، و غالبا ينزل العريس و العروسة إلى منتصف الشارع للرقص أمام كل الناس لنشر فرحتهم في قلوب الجميع، و أحيانا يشارك المارة في الرقص معهم و الزغاريد تنتشر هنا وهناك...الكل في عيد و الفرح جعل العيد عيدين. الكحك و البسكويت..هو الطعم و المذاق الذي لا يمكن مقاومته في العيد، الرائحة التي تجذب كيانك إليها مع كوب دافيء من الشاي بالحليب أو ربما النسكافيه، و المناطق الشعبية تحتفل بهذا الأمر منذ أواخر رمضان فتجد الرائحة منتشرة في كل بيت حيث يقومون بإعداده بأنفسهم، و أحيانا تتجمع الجارات ليصنعوه سويا، فيما يقوم الأولاد بنقل الصاج إلى الأفران لتسويته..وكل بيت يوزع على البيت الآخر طبق من الكحك. احتفال غسل السجاد..رائحة غسل السجاد تملأ الشارع بأكمله، فكل بيت ينشر سجادته لتجف في الهواء، و أحيانا يقوم البعض بنشرها متباهيا بأن سجادته هي الأجمل بعد عملية التظيف. واعتادت المناطق الشعبية على وجود مشهد لعب كرة القدم...إلا أن لعبها أيام العيد موسم مختلف، فهي ليست للصغار فقط و إنما نزل الرجال جميعهم و كأن اللعب على الكأس الذهبي، و أحيانا تجد الزوجات و الفتيات يشجعن من البالكونات، و الزوجة التي يفوز زوجها توزع أرز بلبن أو بسبوسة، و الأجمل في كل هذا الفكاهة التي تحدث أثناء المباراة. و لا يمكن إحصاء مظاهر العيد في المناطق الشعبية لأنها كثيرة مختلفة و متجددة، ولكن الشيء الذي لا يمكن إنكاره أن العيد في المناطق الشعبية "عيد على أصوله".