التاريخ يسجل المواقف ويبرز التناقضات..، هذه هي القاعدة التي أغفلها السيناتور الأمريكي جون ماكين عندما دافع عن جماعة الإخوان المسلمين في زيارته الأخيرة لمصر، واصفاً عزل مرسي بالانقلاب العسكري. كان "ماكين" من أشد المعارضين لوصول جماعة الإخوان المسلمين للحكم في مصر بعد ثورة 25 يناير التي أطاحت بنظام مبارك -الذي ترك الساحة السياسية المصرية بلا قائد ينقذ سفينة الثورة من الغرق-، وهو نفسه من طالب بضرورة استئصال كل جذور الجماعة من الحياة السياسية المصرية موجهاً اللوم لإدارة الرئيس الأمريكي أوباما لدعمه لها. ولكن مع مرور الأيام وظهور الوجه الحقيقي لجماعة الإخوان المسلمين وعدم مقدرتها علي إدارة شئون مصر، والأهم.. عدم تشكيلها لأي خطر لأمن إسرائيل القومي، وسهولة استئناسها من قبل القوى الغربية بدأ مكين يدافع بكل قوته عن شرعية الجماعة في الحكم مطالباً الكونجرس الأمريكي بقطع المعونات عن مصر إذا لم يرجع كنز إسرائيل الاستراتيجي "محمد مرسي" إلى الحكم مرة آخري ضارباً بالإرادة الشعبية المصرية عرض الحائط. ففي 2011 و بالتحديد في 6 فبراير قبل 5 أيام من تنحي الرئيس الأسبق مبارك عن الحكم..، شن "ماكين" حملة ضخمة على جماعة الإخوان المسلمين خلال حواره بمجلة "دير شبيجل" الألمانية قائلاً،" إن جماعة الإخوان المسلمين بمصر جماعة إرهابية وراديكالية". كما أشار "ماكين" إلى أن تلك الجماعة لديها العديد من الاتصالات بالمنظمات الإرهابية العالمية، مشيراً إلى عملية الاضطهاد المتعمد من قبل تلك الجماعة لحقوق المرأة مما يضرب العملية الديمقراطية في مقتل. وطالب السيناتور الأمريكي - المدافع عن الشرعية الآن- باقتلاع الإخوان وإقصائهم من الحكومة الانتقالية في مصر بوصفهم "جماعة إرهابية"، مشيراً إلى أن الإخوان لو اندمجوا في العملية السياسية المصرية سيكون ذلك خطاءَ لن ينساه التاريخ. ووجه "ماكين" خلال حواره مع الصحيفة الألمانية أسهم النقد للرئيس الأمريكي باراك أوباما على دعمه للجماعة الإرهابية مبدياً قلقله البالغ من هذا الدعم. ولم يسلم د. محمد البرادعي من انتقادات "ماكين" الذي قال عنه، إن الإخوان سيدفعون به كمرشح للرئاسة بعد تنحي مبارك عن السلطة وهو ما لم يحدث.