تعهدت جماعة "الإخوان المسلمين" بعدم ترشيح أي من قادتها لمنصب الرئاسة، رافضة إطلاق وصف "الثورة الإسلامية" على الانتفاضة الشعبية التي تشهدها مصر منذ 25 يناير، فيما بدا أنها محاولة لتبديد مخاوف القوى الدولية من عملية التغيير التي ينادي بها المحتجون المطالبون بإسقاط حكم الرئيس حسني مبارك، والذي يبرر رفضه التجاوب مع مطالب المتظاهرين بالتنحي بخوفه من وصول الجماعة إلى الحكم. وقالت الجماعة في بيان أصدرته السبت: "إن الإخوان المسلمين يؤكدون على ما سبق أن أعلنوه بأنهم ليسوا طلاب سلطة ولا منصب ولا جاه، ومن ثم فلن يرشحوا أحدا منهم للرئاسة، ولن يزاحموا أحدًا، وإنما هم هيئة إسلامية جامعة تعمل على تحقيق الإصلاح الشامل في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية بكل وسائل التغيير السلمي الشعبي المتدرج، وتسعى لاستعادة الشعب لسيادته وحقوقه وتحترم إرادته واختياراته". وجاء في البيان- الذي نشره الموقع الإلكتروني للجماعة- إن "الإخوان" "هم صمام أمن للاستقرار والبناء والتقدم، ويتصدون على الدوام للفوضى والهدم والفساد والتخلف، كل ذلك من منطلق إسلامى ووطنى، وليعلم الجميع أن مصرنا في قلوبنا وعيوننا نفديها بأرواحنا وأولادنا، ولقد نذرنا أنفسنا منذ ثمانين عامًا لحمايتها وخدمة أهلها". وكانت "لجنة الحكماء" التي تتألف من شخصيات عامة طرحت مجموعة من المقترحات على الشباب المعتصمين بميدان التحرير بوسط القاهرة لتكون محورا للحوار مع الحكومة المصرية، ومن بينها أن يتعهد "الإخوان المسلمون" بعدم تقديم مرشح لهم للانتخابات الرئاسية المقبلة. في سياق متصل، أبدت الجماعة استعدادها للدخول في حوار "إذا كان جادًا منتجًا مخلصًا يبتغي المصلحة العليا للوطن شريطة أن يتم في مناخ يحقق إرادة الجماهير ومطالبها، وأن يكون حوارًا متكافئًا بهدف التوافق حول طريقة الخروج من الأزمة العنيفة التي أوصلنا إليها النظام، وعلى أن يبدأ النظام في الاستجابة لمطالب الجماهير، وبمشاركة جميع الأحزاب والقوى السياسية والشعبية، وإعلان ذلك في إطار وثيقة تحدد كل الخطوات الزمنية لتنفيذها". واعتبرت الجماعة أن "من يقف ضد إرادة الناس بأن الأمة هي مصدر السلطات، وأن الشرعية الشعبية واجبة الاحترام، وأن المصلحة العليا للوطن يجب أن تكون بحق فوق كل مصالح الأشخاص وخاصة هؤلاء الذين ظلموا الناس وأرهبوهم واعتدوا على حرمات المواطنين عبر سنين طويلة (وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ)". إلى ذلك، أعلن نائب المرشد العام لجماعة "الإخوان" رشاد البيومي في مقابلة تنشرها مجلة "در شبيجل" الألمانية الاثنين أن الجماعة لا تريد "أن تقدم الثورة (في مصر) على أنها ثورة الإخوان المسلمين، ثورة إسلامية". واوضح البيومي "أننا نبقى على مسافة" أثناء التظاهرات "لأننا لا نريد أن تقدم الثورة على أنها ثورة الإخوان المسلمين، ثورة إسلامية. إنها انتقاضة الشعب المصري". واتهم نظام الرئيس حسني مبارك بأنه "يعطي عمدا رؤية مغايرة لحركته ويتلاعب بالرأي العام"، وقال: "الغرب لا يريد الاستماع إلينا. لسنا بشياطين. نريد السلام لا العنف. إن ديننا ليس شيطانيا. ديننا يحترم مؤمني الديانات الأخرى، هذه مبادؤنا". في المقابل، أعرب للسناتور الجمهوري الأمريكي جون ماكين في مقابلة مع المجلة الألمانية عن رفضه لفكرة مشاركة "الإخوان" في حكومة انتقالية في مصر ويعتبر أنها ستكون "خطأ تاريخيا". ووصف ماكين الذي خسر الانتخابات الرئاسية عام 2008، "الإخوان" بأنهم عبارة عن "مجموعة متطرفة تهدف إلى فرض الشريعة. إنها مناهضة للديموقراطية كليا ولا سيما عندما يتعلق الأمر بحقوق النساء". واتهم جماعة "الإخوان" بالتعاون مع منظمات إرهابية ودعا إلى عدم إشراكها في المسئولية عن الحكومة في مصر، مضيفا:"إن إشراك جماعة الإخوان المسلمين في حكومة انتقالية سيكون خطأ ذا أبعاد تاريخية". وعبر ماكين عن رضاه عن أداء الرئيس الأمريكي باراك أوباما إزاء الأزمة التي وصفها بأنها الأزمة الأكبر في تاريخ السياسة الخارجية الأمريكية منذ انتهاء الحرب الباردة، وقال: "لقد سيطر الرئيس على الأزمة جيدا حتى الآن".