أكد مصدر مسئول أن زيارة ويليام بيرنز نائب وزير الخارجية الأمريكي، لنائب مرشد جماعة الإخوان المسلمين خيرت الشاطر، جاءت في إطار الجهود التي تبذلها القيادة السياسية للتعامل مع اعتصامي رابعة العدوية والنهضة دون اللجوء إلي التدخل الأمني. وكانت الزيارة تتضمن كل من وزيري خارجية قطر والإمارات وممثل الاتحاد الأوروبي وجاءت في الساعات الأولى من صباح الاثنين 5 أغسطس بمحبسه بسجن شديد الحراسة (العقرب) بمنطقة سجون طره . وأوضح المصدر المسئول أن الزيارة تمت داخل مكتب مأمور سجن (العقرب)، واستمرت حوالي ساعة واستهدفت التوصل إلى صيغة توافقية حول فض اعتصامي رابعة العدوية ونهضة مصر دون أرقة أي دماء. وأشار إلى أن الزيارة جاءت في إطار طلب بعض الأطراف الدولية التدخل لحل تلك الأزمة السياسية بشكل سلمى ، خاصة بعد تفويض مجلس الوزراء لوزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم باتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة حيال الاعتصامين ، لافتة إلى أن طلب تلك الأطراف التدخل جاء بعد دعوة وزارة الداخلية للمعتصمين برابعة العدوية والنهضة بالانصراف منهما مع التعهد بعدم ملاحقتهم أمنيا ، وهو ما انطوى في مضمونه على إعلان لبدء الإجراءات القانونية تجاه الاعتصامين. وأضاف المصدر أن وزارة الداخلية وضعت بالفعل خطة أمنية شملت ثلاثة محاور رئيسية للتعامل مع اعتصامى رابعة العدوية والنهضة ؛ حيث يشمل المحور الأول دعوة المعتصمين للانصراف من الميدانين مع التعهد بعدم ملاحقتهم قانونا وحمايتهم وضمان خروجهم الآمن ، أما المرحلة الثانية فتشمل حصار الميدانين وغلق الطرق المؤدية اليهما ، والمحور الثالث يشمل فض الاعتصام بالطرق والسبل القانونية المتعارف عليها. وتابع انه أنه عقب تنفيذ المرحلة الأولى من خلال إصدار الوزارة لبيانين تدعو فيهما المعتصمين بالانصراف ، كانت هناك ردود أفعال من عدد من الرموز الدينية والشخصيات السياسية والعامة بالدولة طالبت بعدم اللجوء إلى العنف في التعامل مع الاعتصامين ، خاصة خلال شهر رمضان الكريم وفترة عيد الفطر المبارك ، وضرورة إعطاء فرصة أخيرة للوصول إلى حل للازمة بعيدا عن التدخل الأمني. وأكد المصدر المسئول أن وزارة الخارجية أوصت بتأجيل التدخل الأمني في المرحلة الحالية ، نظرا لاتساع نطاق التأييد الدولي يوميا لثورة 30 يونيو والنظر لها على أنها تعبير عن إرادة الشعب وليست انقلابا عسكريا كما يروج له أعضاء جماعة الإخوان المسلمين ، وإعطاء فرصة أخيرة للجهود الدبلوماسية سواء على المستوى الإقليمي أو الدولي أو المحلى لمحاولة حل الأزمة دون خسائر. وشدد المصدر المسئول على أن وزارة الداخلية قامت بناء على ردود الأفعال بتأجيل تنفيذ المرحلتين الثانية والثالثة من الخطة إلى حين استنفاذ كافة المحاولة التي تقوم بها الدولة وكافة الإطراف لإنهاء الأزمة دون الحاجة إلى تدخل أمنى ، مشيرا إلى أن وزارة الداخلية قامت بتطوير المرحلة الأولى من الخطة لتنفيذ خطة انتشار أمنى بالمناطق المحيطة بميداني رابعة العدوية والنهضة ، والتي تمكنت من ضبط العديد من القضايا خلال الساعات الأخيرة ، من بينهما إحراز أسلحة نارية بدون ترخيص ، واستغلال الأطفال في المشاركة في الاعتصام كدروع بشرية في المسيرات بالمخالفة للقانون، وكذلك احتجاز وتعذيب بعض المواطنين داخل الاعتصامين. وأكد المصدر المسئول أن الأجهزة الأمنية المعنية بوزارة الداخلية على أتم الاستعداد لتنفيذ فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة ، مشيرا إلى انه تم بالفعل اختيار العناصر الأمنية المكلفة بتنفيذ الخطة على أعلى مستوى من الكفاءة والاحترافية في التعامل مع مثل تلك المواقف وفقا للقوانين المنظمة في هذا الشأن. وكان الدكتور أحمد عارف المتحدث باسم جماعة الإخوان المسلمين قد أعلن رفض الجماعة لزيارة الوفد الغربي للمهندس خيرت الشاطر بمحبسه ؛ وذلك في بيان صحفي تلاة من على منصة اعتصام أنصار الرئيس المعزول محمد مرسى بميدان رابعة العدوية الليلة الماضية ؛ حيث قال "الدكتور محمد مرسى هو الرئيس الشرعي المنتخب ووحده هو الذي يمثل الشعب المصري ، وعلى من يريد التحدث إلى المصريين في أي شأن أن يلتقي به دون سواه". تجدر الإشارة إلى أن اللواء عبدالفتاح عثمان مساعد وزير الداخلية للإعلام والعلاقات كان قد نفى ما تردد عن قيام ويليام بيرنز نائب وزير الخارجية الأمريكي، ووزيري خارجية قطر والإمارات وممثل الاتحاد الأوروبي بالتوجه لزيارة الشاطر بمحبسه بسجن شديد الحراسة في منطقة سجون طرة.