"غابرييل بونور شانيل"، أو كما اشتهرت ب "كوكو شانيل"..بدأت حياة هذه الفتاة كما انتهت .."وحيدة"، لكنها فيما بين ذلك استطاعت بعقليتها أو عبقريتها أو حتي شخصيتها التي أثرت فيها الظروف أن تسهم بالمعنى في مفهوم "تحرير المرأة".. ولدت "كوكو" في الفترة التي كانت المرأة تتأنق فيها حتى وإن كان ذلك على حساب نفسها وصحتها ، فتحسب بالسنيمترات كيف سيظهر خصرها في الفستان الذي تريد إرتداءة ، وتتباهى كل واحدة أمام الآخرى بأنها ترتدي القبعه الأكبر ! لكن "كوكو" كانت فتاة فقيرة، تخلت عنها والدتها عندما كانت صغيرة مما جعلها تتربى في ملجأ للأيتام، لذلك فهي لم تكن تملك المال لتشتري هذه النوعية من الملابس الفاخرة، بينما كانت الأقمشة التي يتداولها الرجال أرخص كثيرا مثل "الجيرسي"، لذلك قامت بشراءها وتفصيلها بطريقة تشبة زي الرجال وقامت بإرتداءها.. ومنذ هذه اللحظة ظهرت شخصية "كوكو" المتفرده في نوعية الملابس المناقضة تماما لما كانت تطلبة النساء في ذلك الوقت ، كما صممت قبعات تتسم بالبساطة الشديدة وبدون أي مبالغات، فأشتهرت بعد ذلك مقولتها الساخرة "كيف يمكن للمرء أن يفكر وهو يحمل هذا الشىء على رأسة" ؟! عرفت "كوكو" في حياتها عدة رجال ساعدوها مالياَ على بدء حياتها وتجارتها ، حيث أنها صنعت القبعات كبداية ثم اتجهت لتصميم وتفصيل الملابس، ثم العطور أثناء الحرب العالمية الثانية.. وكانت "كوكو" قد توقفت عن تصنيع الملابس في هذه الفترة بسبب انتشار بعض الشائعات عن كونها معادية للسامية، لكنها عادت إلى عملها مرة أخرى بعد انتهاء الحرب، وبخاصة عندما لم تنجح صناعه العطور بما يليق بإسم "شانيل" في ذلك الوقت.. ماتت "كوكو" وحيدة بفندق "الريتز" الفرنسي الذي كانت تعيش فية في أيامها الأخيرة ، ويقال انها ارتدت ملابسها كاملة وتأنقت قبل الوفاة وكأنها تستعد للخروج إلى مكان ما ؛ وعلى الرغم من أنها ماتت اثناء انخفاض أسهم ماركة "شانيل" وانتشار العديد من الشائعات حولها، إلا أن تصميماتها عاشت وازدهرت كثيرا بعد ذلك وحتى يومنا هذا، ويتم الإشارة دائما لشخصيتها وأفكارها على انهم أحد رموز تحرير المرأة.