يبدأ المشهد كل عام في نفس الموعد بملازم ملقاة في الشارع..طلبة يراجعون من المراجعات الخاصة بهم أو مع أستاذ المادة أو حتي مع الأهل.. وعلى جانب آخر ولكن في وقت مبكر عنهم ماكينات تصوير "البرشام" سعر أعلى و أحيانا خصم إذا أحضر الطالب غيره أو صور عددا كبيرا من النسخ..و مكاتب تحت السلم تضع تسعيرة البرشام باعتبار أن هذا الأمر "سبوبة" كل عام.. وبعد أن ينتهي الطالب من تصوير الأجزاء التي يريدها يبحث عن أي مكان لا يراه فيه أحد ليضعه في ملابسه.. و يقف في الشارع الآخر طلبة يكتبون المعلومات التي يريدونها بحجم صغير جدا حتى يتمكنون من وضعها في أوراق صغيرة أو على المسطرة أو حتى على ملابسهم أو أيديهم.. و يساعد التطور التكنولوجي في الأمر من خلال استخدام الانترنت على الهواتف الحديثة لإرسال الإجابات على مواقع التواصل الإلكتروني من خلال المحادثات، أو حتى وضع الإجابة على صفحات متفق عليها. أما داخل اللجان فالوضع كالتالي : _ إيه يا مان عامل إيه صاحبي مسيطر ولا شايل؟! _ أهو نظبط مع بعض وكل واحد يشيل التاني. _ رورو إيه مذاكرة؟! _ يا بنتي أنا مبنامش عشان كل شوية ألاقي حاجة ناقصة. _ أنا بردو بس في حاجات بنساها. _ يلا ربنا يستر بقى والمراقبين يبقوا كويسين. وتتعدد السيناريوهات و الغريب أن الممتحن في الثانوية العامة قد يكون أجاب السؤال و يحاول الغش للتأكد من إجابته ويعرض نفسه لضياع مستقبله أحيانا ورسوبه في المادة. كما يضحي البعض بنفسه وهو طالب متفوق من أجل مساعدة زميل آخر، فيعتقد المراقب أنه هو الغشاش ويسحب ورقته ويرسب هو في المادة. و يتعرض بعض الطلبة المتأذيين من سحب ورق امتحانهم أحيانا لتشنجات عصبية أو إغماءات أو انفعال زائد لأنهم يشعرون أن مستقبلهم قد انتهى ويحاولوا تقديم كل الاعتذارات للمراقبين حتى يسامحوهم ويعطوهم أوراقهم مرة أخرى، قد يقبلوا أو يصمموا وتكون الصدمة. و يحمل الهم الأكبر الأهالي نفسهم، والذين يضعوا كل آمالهم و أحلامهم الضائعة أحيانا في آبنائهم، حيث يقدمون لهم كل العون و الدعم من أجل الوصول إلى أعلى مرتبة، ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه. و رصدت بوابة أخبار اليوم بعض تعليقات طلبة الثانوية العامة في مسألة الغش، وكانت التعليقات كالتالي : قال "محمد" في طريقة بتتعمل بيتحط أزرار الآلة الحاسبة في الموبايل بحيث يظهر الموبايل إنه آلة حاسبة و لما المراقب بيبعد بتيجي الإجابات في رسايل أو الشات. و قالت "نورة" الغش حرام بس هو إيه دلوقتي مبقاش فيه غش؟! وبعدين لما نبقى قاعدين في اللجنة وحد يدخله الإجابة أدام عنينا يبقى مش حرام علينا بقى. و علق "أمجد" أنا بعمل برشام قبل الامتحان و مش شرط استخدمه ساعات ببقى عارف أحل من غيره بس دلوقتي اللي عاوز يدخل كلية نظيفة لازم يغش. و أوضحت "ضحى" أن هناك قلم يمكن الكتابة به على أي مكان ولا تظهر الكتابة، و مع القلم خاتم به ضوء أشبه بالليزر يسلط على مكان الكتابة فتظهر. و أكد "مروان" الغش مافيش أسهل منه، ولو أي طريقة اتعرفت هنخترع غيرها يبقى الأفضل بقى يراعونا ويجيبوا امتحانات في مستوى الطلبة ولا يصعبوها علينا و احنا نتعود عالغش؟! و أشارت "راجية" أن صفحات التواصل الاجتماعي سهلت الأمر عليهم أثناء الامتحان، فكل الأمر هو إرسال صورة من الامتحان للصفحة المتفق عليها وفي خلال دقائق تتم كتابة الإجابات سواء في رسائل شخصية أو على الصفحة.