_ الابن : ماما _ الأم : أيوة يا حبيبي _ الابن : أنا بحبك أوي _ الأم : و أنا كمان يا نور عيوني _ الابن : نفسي أبقي دكتور _ الأم : إن شاء الله بس اشمعنى دكتور يعني ؟! _ الابن : عشان أعالجك من أي حاجة بتوجعك. _ الأم : اللي بيوجعني ربنا لوحده اللي يقدر يعالجه.. " وتقول في سرها اللي بيوجعني هو أنت". يحب الآباء أبناءهم بعمق شديد حب فطري يجعلهم يضحون حتى بأنفسهم من أجل أبنائهم لضمان حياة أفضل من أجلهم، و لكن هل الحب يجعلهم يضحون بسعادة الأبناء!. أصبحت الحياة معاناة من أجل لقمة العيش، الوظيفة لا تساعد على حياة كريمة، فإما التخلي عن الأبناء بإلقائهم أمام المساجد أو دور الرعاية ودور الأيتام، أو استخدامهم لتوفير قوت يومهم. ومع انتهاء موسم الامتحانات انتشر الأطفال في الشوارع، البعض يعمل على توكتوك، و البعض سائقي ميكروباص، أو العمل بالمقاهي، و ربما بائعي مناديل أو بعض المنتجات في الباصات و الشوارع و المترو. و يجد أهالي هؤلاء الملائكة الصغار أن هذا هو الحل الذي سيبقيهم على قيد الحياة ولا يوجد خيار آخر أمامهم، فالأم قد تخدم في البيوت، و الأب قد يعمل بوظيفتين أو أكثر و المرتب لا يكفي فما الحل؟! و الأبناء من حقهم أن يتعلموا ربما يحصلون على فرصة حياة أفضل من آبائهم، و يتخطون مرحلة الفقر يوما ما، فما زال لدى الآباء أمل في آبنائهم . تقول "هانم" أجرت توكتوك لابني الذي لا يتجاوز ال 11 عاما، و علمته عليه، و أركب بجانبه هو يسوقه و أنا آخذ الأجرة من الزبائن، أنا مش أم جشعة أنا بعلمه بس بخليه أد المسئولية عشان لما يكبر يبقى مش محتاج لحد. و يقول الطفل "مروان" أنا بشتغل على الميكروباص كل أجازة وساعات بعد المدرسة، الأسطة عارف أن أبويا ميت و مقدر ظروفنا و أنا في الأجازة اللي بصرف عالبيت، وده مبيقللش مني بالعكس أنا بقعد أحكي لصحابي وببقى فرحان. و تعلق "أم أحمد" أنا بشغل بنتي معايا في بيع الخضار عشان تتعلم شغلانة تنفعها، هي ساعات بتكون زعلانة ومكسوفة لو حد من صحابها في المدرسة شافها، بس أنا عاوزاها ميهمهاش حد ومش هينفعها غير القرش كلام الناس كدة كدة بيتقال.