الحاجة الملحة لتغيير ملامح القيادات المعارضة مسألة شديدة الحيوية، ذلك إننا إزاء ظاهرة تتجسد يومياً الآن، إذ يمكن القول بشكل عام إنه يوجد مستويان من القيادة لتيارات المعارضة، أولاً: العناصر المتقدمة في السن، وبعضهم من ذوي الطموح الرئاسي الذي يجد في أي تطور فرصة للدعاية الانتخابية حتي لو كان الأمر متعلقاً بمرحلة حساسة مثل الثلاثين من يونيو الذي يجري الحشد له من جميع الأطراف، بتركيز هؤلاء فيما يعرف بجبهة الإنقاذ والتي أصبحت عبئاً ثقيلاً علي أي حركة إيجابية محتملة، ولكم أتمني اختفاء معظم الوجوه العتيقة، خاصة د. البرادعي الذي منحه الشعب المصري فرصة نادرة رغم كل ما يحيط بشخصه ودوره من علامات استفهام، إلا أنه يضن علي هذا الشعب بوقته وجهده، وربما كان لا يستطيع أن يمنح من طاقته وإمكانياته أكثر مما بدا منه، لكن عليه أن يكف عن تقديم نفسه كمفجر لهذه الثورة أو محرك لها، أو اتخاذ أوضاع استثنائية مثل تلك التي يبدو عليها في الصور، أو تنظيم لقاءات خاصة للقيادات الشابة الجديدة موحياً أنه يمنحهم البركة. لقد تأملت لقاءه مع قادة حركة تمرد، وكانت الصورة كاشفة، موضحة لذلك التناقض الفادح، بين قيادة ماتزال تحيط بها علامات استفهام، وهروب متعمد من اللحظات الحساسة، وظهور محسوب لتأكيد زعامة لا جذور حقيقية لها، إنه النموذج الأوضح لتلك القيادات التي يجب أن تتواري حتي لا يحدث ظهورها لبساً بالنسبة للقيادات الشابة النابعة من الواقع بالفعل والتي ليس لديها ملابس فاخرة تخشي عليها، أو قصور مشيدة تتحصن بها، أو أماكن موزعة في العالم تلجأ إليها عند الحرج، هؤلاء الشباب مازالوا أطهاراً، أتمني أن يكونوا مزودين بالحذر أو الخلفيات الضرورية التي تصون قواهم وطاقاتهم النقية والتي تحتاج إليها تيارات المعارضة الحقيقية، وتلك الكتل الهائمة من الشعب التي تبحث عن قيادة تليق بإمكانيات الشعب، نفس التحفظ يجب أن يكون تجاه بعض الوجوه التي ظهرت في يناير وسرعان ما اختفي بعضها، أو استثمر بعضهم الأوضاع التي وجدوا أنفسهم فيها، هؤلاء يقدمون أنفسهم الآن من جديد في الطريق إلي الثلاثين من يونيو، من حق كل إنسان أن يكون موجوداً، ولكن من الضروري للرأي العام تفحص تفاصيل الصورة وتضاريس الواقع، التاريخ الذي نتجه إليه ويلوح بعد أسبوعين لا يحتمل مزيداً من الزيف، أو استمرار الأدوار المريبة.