تُعَدُّ بلدان الشرق الأوسط من البلدان الرئيسية المستهدفة لمبيعات وتسويق دوائر صناعة التبغ، وذلك وفقاً للجمعية الأمريكية لمكافحة السرطان، وللمؤسسة العالمية للرئة. ويَتَوقع الخبراء أن يلحق ضرر صحي واقتصادي فادح في ما يربو علي 20 بلداً في إقليم شرق المتوسط، بسبب التدخين. وفي الطبعة العربية الأولى لأطلس التبغ، والتي أُطلقت في القاهرة، وعلى صفحات الإنترنت على موقع TobaccoAtlas.org، دعت المؤسستين اللتَيْن أصدَرَتَا الأطلس في الدعوة إلى إيلاء اهتمام فوري لهذه الأزمة الصحية الوشيكة، والتي ستتفاقم ما لم يتم تنفيذ التدخُّلات التي أثبتت فعاليتها. ففي مصر وحدها، تشير التقديرات إلى أن ما يزيد على 9.7 ملايين نسمة يدخنون التبغ، وفي كل عام يموت 50 ألف مصري بسبب أمراض ذات صلة بالتبغ، مما يجعل التبغ يحتل المرتبة الرابعة بين أكبر أسباب الوفيات، وفي الوقت الحاضر يودي التبغ بحياة ما يقرب من 6 ملايين شخص كل عام، وتشير التقديرات إلى أن هذا الرقم سيتجاوز 8 ملايين بحلول عام 2030. ونوَّه الخبراء أثناء المؤتمر الصحفي، إلى أن القدرة على دفع ثمن السجاير، وهي أحد العوامل الرئيسية المساهمة في استهلاكه، قد ازدادت في المدة 2000 – 2010 لتصبح أكبر ما تكون في بلدان إقليم شرق المتوسط دوناً عن سائر الأقاليم، كما أن بلدان هذا الإقليم تَضُم 98% من السكان الذين يشترون منتجات التبغ غير المحملة بالضرائب غير المباشرة، فضرائب التبغ غير المباشرة، والتي يحددها كل بلد على حدة، من الأدوات الهامة المتاحة للحكومات لتجعل السجائر غير ميسورة التكاليف. وفي نفس السياق تواجه النساء والأطفال في إقليم شرق المتوسط خطراً داهماً يُلحق الضرر بهم بسبب التبغ، ففي هذا الإقليم يتعاطَى 14 بالمائة من الفتيان و9 بالمائة من الفتيات في الوقت الحاضر منتجات التبغ من السجائر وغيرها، وتشمل هذه المنتجات الشيشة والتبغ غير القابل للتدخين. وتشير التقديرات إلى أن 11 بالمائة من الفتيات غير المدخنات في بلدان إقليم شرق المتوسط معرضات لخطر البدء بالتدخين خلال سنة واحدة. وفي الوقت الراهن، فإن 37.7 بالمائة من الرجال و0.5 بالمائة من النساء في مصر يدخنون. ويقول بيتر بالديني، المدير التنفيذي للمؤسسة العالمية للرئة: "إن تعاطي التبغ، سواءً كان السجائر أو الشيشة أو التبغ غير القابل للتدخين، في الشرق الأوسط، مشكلة بالغة الخطورة يجب أن نتغلب عليها، فلدينا فرصة لم يسبق أن توفرت من قبل لكبح جماح جائحة التبغ في هذا الإقليم". ويضيف بالديني قائلاً: "إن أطلس التبغ سيكون سلاحاً بين أيدي العاملين في الصحة العمومية، والداعين المخلصين فيها، ولاسيَّما أن كثيراً منهم قد انخرط بالفعل في هذه المعركة، وسيكون أيضاً سلاحاً في أيدي المجتمعات فيزودها بالمعلومات البالغة الأهمية والتي تساعدها على تأييد السياسات التي تؤدِّي إلى خفض تعاطي التبغ. ومن السياسات التي أثبتت فعاليتها في ذلك زيادة الضرائب على منتجات التبغ، والبيئات الخالية تماماً بنسبة 100% من الدخان، والتحذيرات الفعَّالة عن التبغ، والحملات الإعلامية الواسعة النطاق، والحظر على جميع أشكال تسويق التبغ ورعاية أنشطته وفعالياته، فمن خلال شرح العبء الذي يفرضه التبغ، ومن خلال تنفيذ هذه الحلول المعروفة، يمكن لبلدان إقليم الشرق الأوسط ودول الخليج أن تحقق انحساراً لمد تعاطي التبغ".