يقوم العديد من الأشخاص بخداع الآخرين و إيهامهم بالحب.. ويتحول الأمر في كثير من الأحيان من لعبة إلي حقيقة، وخصوصا إذا افترقا فيشعر حينها الممثل بأنه أحب الآخر بالفعل، وربما يحاول إعادة الارتباط إلا أنه لا ينجح في ذلك على الأغلب. تقول "ليلى" لقد كانت لي صديقة مقربة وجدا و أحد الأصدقاء مثل عليها دور الحب، و مثله علي أنا الأخرى، وأخبرنا ألا نخبر أحدا حتى يتحول الارتباط إلى حب رسمي، وكنت في البداية أخبره بأني أشك فيه و أنه لعوب، وعند علمي بما يفعله مع صديقتي اتفقت معها عليه. وبدأت القصة بمحادثات على النت أعبر له فيها عن مدى إعجابي به منذ أول مرة رأيته بها، وقام هو الآخر بمبادلتي بالأمر، و شعرت حينها أني على بداية الطريق، وبعد عدة أيام تحدثت إليه صديقتي تليفونيا فأخبرها بأن ابن خالته هو الذي كان يحدثني في الأيام السابقة "وكانت هذه تمثيلية أخرى بعد خجله من إدعاءه الحب وخصوصا وأنه دخل بإعجاب حقيقي"، ثم أخبرها بأن حادثة قد حدثت له و أن يده كسرت وكنت بجانبها في هذا الوقت. وشعرت بشعور غريب و أني منزعجة حقا مما حدث له، و لأول مرة شعرت بارتعاش في صوتي وخجل لم أكن أشعر به في المرات السابقة لمحادثته ووجدت الكلام يخرج مني بانسياب ودون أي تفكير لأطمئن عليه، ثم أخبرني أني إنسانة رائعة و أنه يود أن يعرفني أكثر، واستغربت فرحتي إلا أنني قد خفت مما حدث، هل التمثيلية تتحقق؟!. و استكملنا الحديث والتعارف لمدة 9 أشهر، إلى أن تحول الأمر إلى حب، ولم اعرف حينها ماذا أفعل مع صديقتي والغريب أنها هي من أخبرتني بأني وقعت في حبه وأنه هو الآخر قد أحبني، ووجدته يصارحني بأن الأمر بدأ معه في البداية بإضاعة وقت و تمثيل، إلا أن ما وجده بي جعله يغرم بأنوثتي يوما فيوم بالشكل الذي جعله لا يتمكن من إكمال التمثيلية و شعوره بأنه يجب أن يكون صادقا. كنا اتفقنا على ألا نتقابل أبدا إلى أن نتأكد من صدق مشاعرنا، وبالفعل قمنا بذلك إلا أننا اتفقنا على المقابلة مرة واحدة فقط قبل مقابلة أهلي، وكنت خلال هذه الفترة قد تغيرت كليا مظهري أسلوبي تفكيري وخصوصا وأنه كان يكبرني ب 11 عاما فعلمني كل شيء ولم تكن المسافات حاجزا على الإطلاق وتغير هو الآخر وأصبح شخصا مسئولا، وقام بفعل كل شيء جيد.. وتقابلنا واتفقنا على كل شيء، وبعد كل هذا جاء دور الأهل والذين رفضوه لكبر سنه عني، و بعد محاولات مستميتة قررت الهروب من منزل أهلي للزواج به ووضعهم أمام الأمر الواقع، فوجدته يعنفني ويقول لي بأنه أحبني و أكثر ما ميزني أمامه تقديري لأهلي، وإن لم يتزوجني أمام العالم ويرفع رأسي فحينها أنا لا أستحقه. ومرت 10 أعوام، تزوجت أنا، وتزوج هو، ولكن لازال هو حبي الأول الذي لن يضيع مع الأيام، فهو معلمي الأول وقدوتي الدائمة، إلا أن ندمي الوحيد هو أن بدايتنا سويا كذبة..كذبة حولت حياتنا إلى عذوبة حب لم نكن نعرف عنه شيئا. وتقول الدراسات النفسية أن إدعاء الشيء لفترة يساعد على تصديقه، فالعقل يأخذ آخر فكرة نعطيه إياها ويقتنع بها، فإن إقتنع شخص بأنه فاشل فسيكون فاشلا حتى و إن كان في الأصل عالما، وربما هذا يؤثر على تمثيل الحب، فقد يمثل شخص دوره بدرجة كبيرة من الاتقان للدرجة التي تدفعه لتقمص الدور حتى يؤديه بنجاح فترسل الفكرة إلى العقل فيؤمن بها حقيقة واقعة.