طرح منتدي "صناع القرار" في أولي فعالياته، والذي نظمته "بوابة أخبار اليوم" على مائدة حوار واسعة مجموعة من التساؤلات الصعبة على عدد من الخبراء في قضية سد النهضة . أجاب المنتدى على الأسئلة الصعبة بداية من توقيت قرار إثيوبيا بتحويل مجرى النيل الأزرق دون إخطار مصر، وإمكانية التدخل العسكري لحل الأزمة وناقش المنتدى دور الدولة والإجراءات القانونية التي يمكن أن تتخذها مصر في حالة إصرار إثيوبيا على بناء سد النهضة، وما هي الآثار السلبية المترتبة على مصر من إنشاء سد النهضة، وهل بناء السد سيلغي دور السد العالي . أدار الحوار، المشرف العام لبوابة أخبار اليوم علاء عبد الهادي، ورئيس التحرير التنفيذي وليد بدران، ومدير التحرير، محمد جلال، ومنسق المنتدى محمود عبد الوهاب . قال أستاذ الموارد المائية والأراضي بجامعة القاهرة د.نادر نور الدين، إن هناك أنباء تشير إلى قبول حكومة هشام قنديل لسد النهضة، وهو ما يعتبر جريمة في حق الأجيال القادمة، ومؤكدا على أن أثيوبيا تعتزم بناء 4 سدود على النيل الأرزاق حتى عام 2020 ،مشيرا إلى وجود تسريبات حول وجود اتجاه لقبول مصر للسد وهو أمر سيضر بمصر أشد الضرر. وأوضح نور الدين أن هناك خطورة كبيرة تمر بها مصر في ظل عدم اعتراف أثيوبيا بحصة محددة لمصر والسودان من المياه، وأن كلام الحكومة عن عدم مساس أثيوبيا بحصص المياه في مصر غير صحيح لأنها لا تعترف أصلاً بحصة محددة . وأكد رئيس اتحاد خبراء البيئة العرب د.مجدي علام، أن وقت الدراسات والمفاوضات انتهى، ولابد من لجوء مصر للأمم المتحدة بكافة مؤسساتها والمحاكم الدولية لحل المشكلة ، وأن الأضرار التي سيتسبب فيها سد النهضة الأثيوبي للشعب المصري لا يمكن التقليل منها، مشيرا إلى أن القانون الدولي لا يسمح أبداً لبلد أن تحقق تنميتها على حساب تجويع وتعطيش شعب أخر، لذلك لابد فوراً لمصر أن تلجأ فوراً للتحكيم الدولي لأن وقت المفاوضات الثنائية قد انتهى. وقال علام إنه غير راض عن أسلوب حالة الرعب المصدرة للرأي العام المصري بشأن سد النهضة الإثيوبي، وشدد علام على ضرورة أن يكون الرأي العام المصري أكثر هدوءاً وأن يفترض حسن النية من الجانب الأثيوبي، ومؤكدا على وجود أكثر من مسلك من الممكن أن تنتهجه مصر لحل هذه الأزمة عن طريق التفاوض. ويرى علام أن مصر تملك عدة أوراق على المستوى الدولي تجعلها تستطيع تسويق القضية بشكل أفضل، فعلى سبيل المثال من الأفضل عدم تسويق الفكرة للعالم على أنها مشكلة مياه فقط، فهناك مشكلة بيئية تتركز فى قيام أثيوبيا بالقضاء على 40% من الغابات على أراضيها من أجل الاستفادة منها زراعياً بعد بناء السد، وهى مشكلة بيئية كبرى من الممكن أن تجلب تأييد دولي ضخم للمطالب المصرية. ومن جانبه، وقال عضو مجلس إدارة جمعية شباب أفريقيا حمدي سيف، إن مصر أضاعت الكثير من الوقت في معالجة أزمة سد النهضة، وتحركت بعد فوات الأوان، وأن النظام السابق كان يتجاهل بشكل غريب كل التحذيرات بشأن خطورة سد النهضة، وأن وزير الري الأسبق د.نصر الدين علام، قدم في 30 مارس 2011، تقريرا للمجلس العسكري حذر فيه من الكارثة التي نعيش فيها الآن، ومع ذلك لم يتحرك أحدا، والآن وبعد فوات الأوان بدأنا في الانتباه لحجم الأزمة . وأشار سيف إلى أن القوة الناعمة كانت السبيل لحل هذه الأزمة في مواجهة حملة إعلامية ضخمة من أثيوبيا أقنعت بها مواطنيها أن المصريين يسرقون مياههم، وفى المقابل لم نرد نحن على هذه الإدعاءات، أضاف أستاذ الموارد المائية والأراضي بجامعة القاهرة د.نادر نور الدين أن النتيجة المباشرة لسد النهضة هي قطع الكهرباء عن 3 محافظات مصرية بالكامل خلال عامين من دخول السد حيز التشغيل، مؤكدا أن أثيوبيا غيرت سياساتها تماماً تجاه مصر بعد ثورة يناير حيث كانت قد عرضت على مبارك بناء سد النهضة بسعة 14 مليار متر مكعب ورفض والآن رفعت أثيوبيا سعة السد ل74 مليار أي حوالي 6 أضعاف. وأضاف أن أثيوبيا قامت بحملة إعلامية دولية لتوصيل رسالة للعالم أن مصر والسودان يستوليان على الكمية الأكبر من مياه نهر النيل وهذا غير صحيح حيث تستفيد الدولتين بنحو 50 مليار متر مكعب من أصل 960 مليار هي كامل موارد النهر . وشارك في الحوار الزملاء، وائل المزيكى، ياسر حماية، إيهاب على ، عواد شكشك، محمد فايد، محمد فتحي، منة الله ممدوح، أحمد رجب. جدير بالذكر أن منتدى "صناع القرار" هو مائدة حوار تجمع كافة الأطراف المختلفة والمشاركة فى اتخاذ القرار حول الموضوعات الشائكة التي تمر بها مصر خلال تلك الفترة .