هزت سلسلة انفجارات أحياء شيعية وسنية في بغداد الخميس 30 مايو، الأمر الذي أدي إلى مقتل ما لا يقل عن 25 شخصا في أسوأ موجة عنف طائفي منذ نحو خمس سنوات. وتعكس أعمال العنف الدامية التوتر المتزايد بين الحكومة التي تقودها الأغلبية الشيعية وبين الأقلية السنية التي يشكو كثير من أبنائها من التهميش منذ سقوط نظام الرئيس الراحل صدام حسين. وبدأ تصاعد العنف في ابريل عندما داهمت قوات عراقية اعتصاما للسنة في بلدة الحويجة الشمالية مما أغضب زعماء السنة وفجر اشتباكات امتدت في مناطق متفرقة من البلاد. لكن الحرب الأهلية في سوريا بين المعارضة السنية والرئيس بشار الأسد الذي ينتمي إلى الطائفة العلوية الشيعية أدت إلى تفاقم الصراع في العراق. ويعبر مقاتلون سنة وشيعة عراقيون الحدود للقتال في صفوف طرفي الصراع في سوريا. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجمات التي وقعت اليوم لكن مسلحين إسلاميين سنة وجناح تنظيم القاعدة في العراق كثفوا هجماتهم منذ بداية العام في إطار حملة لتأجيج التوتر الطائفي. ودفع العنف مبعوث الأممالمتحدة إلى العراق مارتن كوبلر للتحذير من خطر اتساع المواجهة إذا لم تتفاوض القيادة السياسية للبلاد لتهدئة التوتر الطائفي. وقال كوبلر "العنف الممنهج مهيأ للانفجار في أي لحظة إذا لم يتحاور الزعماء العراقيون على الفور لانتشال البلاد من هذا الاضطراب." وفي وقت سابق من الخميس انفجرت سيارة في حي البنوك الذي تسكنه أغلبية سنية في شمال بغداد مما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص على الأقل. وقالت الشرطة أن ما لا يقل عن ستة إنفجارات أخرى وقعت الخميس مما أدى لمقتل 20 شخصا آخرين في أحياء تقطنها غالبية شيعية أو سنية في أنحاء العاصمة. ومعظم الضحايا من المدنيين لكن جنودا من الجيش والشرطة استهدفوا أيضا في الهجمات التي استخدمت فيها سيارات ملغومة وقنابل زرعت على الطرق في شمال وجنوب ووسط بغداد. وقتل سبعة أشخاص آخرون بينهم ثلاثة من الشرطة قتلوا في اشتباكات بين مسلحين وقوات الأمن في مدينة الموصل بشمال البلاد. وقتل أربعة آخرون في انفجار قنبلتين ببلدة تلعفر. ونجا المحافظان السنيان للانبار وصلاح الدين من محاولتي اغتيال يوم الخميس عندما تم استهداف موكبيهما بسيارات ملغومة. ولم يصب أي من الرجلين بأذى وهما يتعاونان مع المالكي في محاولة احتواء استياء السنة. وقتل أكثر من 1100 شخص منذ ذلك الحين مما زاد المخاوف من العودة الى مستويات العنف الطائفي التي قتل فيها الآلاف في عامي 2006 و2007. وأحبطت محاولات تهدئة الأزمة السياسية بسبب الانقسامات الشديدة بين الزعماء السنة حيث يستهدف أحيانا متشددون يريدون تنحي المالكي المعتدلين الذين يفضلون إجراء مفاوضات. ويحمل مسئولو الأمن إسلاميين سنة وتنظيم دولة العراق الإسلامية -جناح تنظيم القاعدة في العراق المسؤولية عن معظم أعمال العنف في البلاد. ويحتج آلاف السنة أسبوعيا في الشوارع في المحافظات الغربية منذ ديسمبر بينما دخلت الحكومة العراقية المكونة من الشيعة والسنة والأكراد في نزاعات بشأن كيفية اقتسام السلطة.