تحدث الشاعر الكبير عبد الرحمن الابنودي عن رفيق دربه وكفاحه أمل دنقل في الذكرى الثلاثون لرحيله. طالعنا من خلال حديثه عن ذكرياتهم معا وأحلامهم منذ الطفولة، وما لا يعرفه الكثير عن أمير الرفض أمل دنقل، وكيف تشكلت شخصيتهم الشعرية والأدبية. شخصية أمل دنقل لا تقبل الخداع والزيف قال الأبنودي كان أمل دنقل شخصية منفردة إلي جانب أنه شاعر متفرد، لقد كان مارداً وعملاقاً لا يخضع للمداهنة أو التحايلات أو أي نوع من أنواع الخداع فكانت مواقفه أوضح من حد السيف. وكان أمل ونحن أصدقاء منذ الطفولة على نفس الشاكلة فشخصيته لم تتكون منذ الصغر ولكن هبطت علينا فجأة فقد مات والدة وهو في سن التاسعة فكان لأبد أن يصبح زعيم هذا الفرع من العائلة، وأن يخاصم ويشاجر ويتعارك من أجل حقوق تلك العائلة. وأشار الأبنودي أن أمل كان منشغل بالشعر منذ الدراسة في سن مكبر على عكس الآخرين من حولنا. أمل دنقل يلعب دوراً في مسرحية"أوديب" وكشف الأبنودي لأول مرة عن موهبة أخرى لأمل دنقل وهي أنه كان يعشق التمثيل المسرحي، وقام دنقل قد لعب دوراً في مسرحية "أوديب"، ولكني لم أستطع وأنا أشاهدة على المسرح أن أتماك نفسي من الضحك لأنه لم يكن من الممكن أن يخرج أمل من شخصيته ليتلبس شخصية أخرى. شعر أمل متفرد كشخصيته وأستطرد الأبنودي في الحديث عن أمل دنقل قائلاً: كنا نشقى من أجل العثور على الكتب، ولكن أمل بعلاقاته ودأبه كان يعرف أن يحصل عليها، وكان أمل دائم التشاجر لأنه يدافع عن المساحة أو الدائرة التي في شخصيته من أن يقتحمها أحد. وانعكس ذلك على أشعاره والتفرد في جماليات القصيدة وربط الجزئي بالكلي، وهذا الإشعاع الصادق الذي يبهرك وأنت تقرئ قصائدة. وأضاف أن الأيام أثبتت أن أمل دنقل شاعر لا يموت، وأن الأيام تحقق نبؤته، وأن قصائده تكتسب كل يوم أبعاداً جديدة على مدي الأيام. وأثناء العدوان الثلاثي على مصر كنا قد تدربنا على السلاح، وكنت أنا وأمل متحمسين للذهاب للجبهة وصدما أننا لم نذهب فكان كلاً منا في جيبه قصيدة وقرءناها في اجتماع شعبي وأدركنا أن الشعر قدرنا. كما جئنا إلي القاهرة وفشلنا في الدراسة ورجعنا إلي قنا للعمل بالمحكمة عمل أمل محضر بالمحكمة وأنا عملت كاتب جلسة ولكن سرعان ما تقدمنا باستقالتنا، ثم سافر أمل إلي الإسكندرية وبدء كتابة الشعر في مجلة سنافر وفاجأتني أشعاره وخاصة قصيدة الكعكة الحجرية ثم توالت أعمالة الخالدة، والتي استحضرتها الوقائع والأحداث في مصر يوماً بعد يوم. ذكريات الطفولة قال الابنودي ونحن صغار قال لي أمل دنقل جملة أتذكرها جدياً " لما تكبر سوف تكون مشهوراً، وستملك مالاً فأرجوا حين يأتي هذا اليوم أن نكون سوياً"، مشيراً إلي أنه مر على هذه الجملة ما يقرب من ربع قرن. ومرت الأيام ومرض أمل وقلت له وهو على سرير المرض "يا أمل ونحن صغار قلت لي جملة حبيت أفكرك بيها" فقطاعني، وقال أنا عارف وردد الجملة، فكان هذا هو أمل دنقل يعرف متي يقول ولما يقول ولا يحب اللغو ولا الثرثرة التافهة. أمل دنقل وشجاعته في مواجهة المرض تحدث الابنودي عن مرض أمل دنقل وقال أن أهم ما يميز أمل هو شجاعته ومروءته التي اتضحت بصورة واضحة وقوية وهو على سرير المرض. وأضاف ربما ليس أدل على ذلك من ذلك الشعر الصافي الذي خطه وهو على سرير مرض " أوراق الغرفة 8" الذي لا يمكن أن يتخيل أن صاحبة مريض أو ينتظر الموت، وهذه الشجاعة معروفة عن " الصعايدة " في مواجهة الموت. ويذكرني موقف أمل تجاة الموت بما كنت قد كتبته عن أمي في انتظارها للموت بهذة الشجاعة. أمي والليل مليل . بتعمل زاد القليل بترفرف فيه لترحل بجناح بريشات حزانه وسددت ديونها وشرت كفن الديانه تستنى الموت يوماتي ما جاش ابن الجبانة أمل دنقل ومواجهات ساخنة مع الرؤساء قال أمل دنقل أن قصيدة الكعكة الحجرية كتبها أمل في الحقيبة الناصرية وواجه بها الرئيس عبد الناصر ليأتي حكم السادات ليقف أمامه بقصيدة لا تصالح والتي تعد من اشهر قصائده ولو كان حياً في حكم مرسي لوقف أمام حكم الرئيس محمد مرسي بقصائده، فأمل من قال"المجد للشيطان معبود رياح" في قصيدة كلمات سبارتكوس الأخيرة. وختم الأبنودي حديثه نحن نفتقد الأبنودي وبشدة .. رحم الله أمير الرفض أمل دنقل. تحدث الشاعر الكبير عبد الرحمن الابنودي عن رفيق دربه وكفاحه أمل دنقل في الذكرى الثلاثون لرحيله. طالعنا من خلال حديثه عن ذكرياتهم معا وأحلامهم منذ الطفولة، وما لا يعرفه الكثير عن أمير الرفض أمل دنقل، وكيف تشكلت شخصيتهم الشعرية والأدبية. شخصية أمل دنقل لا تقبل الخداع والزيف قال الأبنودي كان أمل دنقل شخصية منفردة إلي جانب أنه شاعر متفرد، لقد كان مارداً وعملاقاً لا يخضع للمداهنة أو التحايلات أو أي نوع من أنواع الخداع فكانت مواقفه أوضح من حد السيف. وكان أمل ونحن أصدقاء منذ الطفولة على نفس الشاكلة فشخصيته لم تتكون منذ الصغر ولكن هبطت علينا فجأة فقد مات والدة وهو في سن التاسعة فكان لأبد أن يصبح زعيم هذا الفرع من العائلة، وأن يخاصم ويشاجر ويتعارك من أجل حقوق تلك العائلة. وأشار الأبنودي أن أمل كان منشغل بالشعر منذ الدراسة في سن مكبر على عكس الآخرين من حولنا. أمل دنقل يلعب دوراً في مسرحية"أوديب" وكشف الأبنودي لأول مرة عن موهبة أخرى لأمل دنقل وهي أنه كان يعشق التمثيل المسرحي، وقام دنقل قد لعب دوراً في مسرحية "أوديب"، ولكني لم أستطع وأنا أشاهدة على المسرح أن أتماك نفسي من الضحك لأنه لم يكن من الممكن أن يخرج أمل من شخصيته ليتلبس شخصية أخرى. شعر أمل متفرد كشخصيته وأستطرد الأبنودي في الحديث عن أمل دنقل قائلاً: كنا نشقى من أجل العثور على الكتب، ولكن أمل بعلاقاته ودأبه كان يعرف أن يحصل عليها، وكان أمل دائم التشاجر لأنه يدافع عن المساحة أو الدائرة التي في شخصيته من أن يقتحمها أحد. وانعكس ذلك على أشعاره والتفرد في جماليات القصيدة وربط الجزئي بالكلي، وهذا الإشعاع الصادق الذي يبهرك وأنت تقرئ قصائدة. وأضاف أن الأيام أثبتت أن أمل دنقل شاعر لا يموت، وأن الأيام تحقق نبؤته، وأن قصائده تكتسب كل يوم أبعاداً جديدة على مدي الأيام. وأثناء العدوان الثلاثي على مصر كنا قد تدربنا على السلاح، وكنت أنا وأمل متحمسين للذهاب للجبهة وصدما أننا لم نذهب فكان كلاً منا في جيبه قصيدة وقرءناها في اجتماع شعبي وأدركنا أن الشعر قدرنا. كما جئنا إلي القاهرة وفشلنا في الدراسة ورجعنا إلي قنا للعمل بالمحكمة عمل أمل محضر بالمحكمة وأنا عملت كاتب جلسة ولكن سرعان ما تقدمنا باستقالتنا، ثم سافر أمل إلي الإسكندرية وبدء كتابة الشعر في مجلة سنافر وفاجأتني أشعاره وخاصة قصيدة الكعكة الحجرية ثم توالت أعمالة الخالدة، والتي استحضرتها الوقائع والأحداث في مصر يوماً بعد يوم. ذكريات الطفولة قال الابنودي ونحن صغار قال لي أمل دنقل جملة أتذكرها جدياً " لما تكبر سوف تكون مشهوراً، وستملك مالاً فأرجوا حين يأتي هذا اليوم أن نكون سوياً"، مشيراً إلي أنه مر على هذه الجملة ما يقرب من ربع قرن. ومرت الأيام ومرض أمل وقلت له وهو على سرير المرض "يا أمل ونحن صغار قلت لي جملة حبيت أفكرك بيها" فقطاعني، وقال أنا عارف وردد الجملة، فكان هذا هو أمل دنقل يعرف متي يقول ولما يقول ولا يحب اللغو ولا الثرثرة التافهة. أمل دنقل وشجاعته في مواجهة المرض تحدث الابنودي عن مرض أمل دنقل وقال أن أهم ما يميز أمل هو شجاعته ومروءته التي اتضحت بصورة واضحة وقوية وهو على سرير المرض. وأضاف ربما ليس أدل على ذلك من ذلك الشعر الصافي الذي خطه وهو على سرير مرض " أوراق الغرفة 8" الذي لا يمكن أن يتخيل أن صاحبة مريض أو ينتظر الموت، وهذه الشجاعة معروفة عن " الصعايدة " في مواجهة الموت. ويذكرني موقف أمل تجاة الموت بما كنت قد كتبته عن أمي في انتظارها للموت بهذة الشجاعة. أمي والليل مليل . بتعمل زاد القليل بترفرف فيه لترحل بجناح بريشات حزانه وسددت ديونها وشرت كفن الديانه تستنى الموت يوماتي ما جاش ابن الجبانة أمل دنقل ومواجهات ساخنة مع الرؤساء قال أمل دنقل أن قصيدة الكعكة الحجرية كتبها أمل في الحقيبة الناصرية وواجه بها الرئيس عبد الناصر ليأتي حكم السادات ليقف أمامه بقصيدة لا تصالح والتي تعد من اشهر قصائده ولو كان حياً في حكم مرسي لوقف أمام حكم الرئيس محمد مرسي بقصائده، فأمل من قال"المجد للشيطان معبود رياح" في قصيدة كلمات سبارتكوس الأخيرة. وختم الأبنودي حديثه نحن نفتقد الأبنودي وبشدة .. رحم الله أمير الرفض أمل دنقل.