"القلم صولجان ..ولكن ما أقل الملوك بين الكتاب" كانت هذه العبارة هي صيحة جبران خليل جبران وهذه العبارة تلخص سيرة يوسف إدريس الكتابية والإبداعية، فكان قلمه هو صولجانه. كان إدريس واحدا من القلة الشديدة التي جعلت منهم الكتابة ملوكاً، حيث تصدر يوسف إدريس صفوف الكتاب وحمل الراية، وشرعيته جاءت فقط من فعل الكتابة. ولد "يوسف إدريس" لأسرة متوسطة الحال بقرية البيروم مركز فاقوس بمحافظه الشرقية، 19 مايو 1927، التحق بالمدارس الحكومية حتى المرحلة الثانوية، ليكمل بعدها مشواره التعليمي بكلية الطب جامعة القاهرة ثم ليتخرج فيها عام 1951. كان والده متخصصاً في استصلاح الأراضي، ولذا كان متأثراً بكثرة تنقل والده وعاش بعيداً عن المدينة وقد أرسل ابنه الكبير "يوسف" ليعيش مع جدته في القرية. عايش إدريس في مرحلة الشباب فترة حيوية من تاريخ مصر من جوانبه الثقافية والسياسية والاجتماعية، حيث الانتقال من الملكية بكل ما فيها من متناقضات. جاء أدب يوسف إدريس معبرا عن كل مرحلة من هذه المراحل، وناطقا برأيه عما يتغير ويحدث حولنا في هذا البلد وما يحدث في أبنائها، ولاسيما أنه كان في مطلع شبابه متأثرا بالفكر الماركسي بكل ما يحمله من هموم اجتماعية. اختار يوسف إدريس أسلوب التصوير، ولعل علمه أن يسيطر علي حساسيته فجاءت صوره موضوعية لم تهوشها انفعالات أيديولوجية متفائلة مسيطرة عليه آنذاك كانت تجعله لا يرى في شقاء الطبقات الشعبية إلا مقدمة للخلاص، فخلت صوره من الألوان القاتمة حتى حين عالج موضوعات قاتمة كما في: "العنكبوت الأحمر" أو"المرجيحة". كان كاتبنا غزير الثقافة واسع الاطلاع بالشكل الذي يصعب معه عند تحديد مصادر ثقافته أن تقول إنه تأثر بأحد الروافد الثقافية بشكل أكبر من الآخر..حيث اطلع على الأدب العالمي وخاصة الروسي وقرأ لبعض الكتاب الفرنسيين والإنجليز. كما كان له قراءاته في الأدب الآسيوي وقرأ لبعض الكتاب الصينيين والكوريين واليابانيين، وإن كان مما سجله النقاد عليه أنه لم يحفل كثيرا بالتراث الأدبي العربي وإن كان قد اطلع على بعض منه. بدأ نشر قصصه القصيرة منذ عام 1950، ولكنه أصدر مجموعته القصصية الأولى "أرخص ليالي" عام1954، لتتجلى موهبته في مجموعته القصصية الثانية "جمهورية فرحات" عام1956، الأمر الذي دعا عميد الأدب العربي "طه حسين" لأن يقول:"أجد فيه من المتعة والقوة ودقة الحس ورقة الذوق وصدق الملاحظة وبراعة الأداء مثل ما وجدت في كتابه الأول "أرخص ليالي" على تعمق للحياة وفقه لدقائقها وتسجيل صارم لما يحدث فيها". وهي ذات المجموعة التي وصفها أحد النقاد حينها بقوله: "إنها تجمع بين سمات ديستوفسكي وسمات كافكا معا". لم يتوقف إبداع الرجل عند حدود القصة القصيرة والتي صار علما عليها، حتى إنها تكاد تعرف به وترتبط باسمه، لتمتد ثورته الإبداعية لعالمي الرواية والمسرح. وكان والده متخصصاً في استصلاح الأراضي ولذا كان متأثراً بكثرة تنقل والده وعاش بعيداً عن المدينة وقد أرسل ابنه الكبير "يوسف" ليعيش مع جدته في القرية. "القلم صولجان ..ولكن ما أقل الملوك بين الكتاب" كانت هذه العبارة هي صيحة جبران خليل جبران وهذه العبارة تلخص سيرة يوسف إدريس الكتابية والإبداعية، فكان قلمه هو صولجانه. كان إدريس واحدا من القلة الشديدة التي جعلت منهم الكتابة ملوكاً، حيث تصدر يوسف إدريس صفوف الكتاب وحمل الراية، وشرعيته جاءت فقط من فعل الكتابة. ولد "يوسف إدريس" لأسرة متوسطة الحال بقرية البيروم مركز فاقوس بمحافظه الشرقية، 19 مايو 1927، التحق بالمدارس الحكومية حتى المرحلة الثانوية، ليكمل بعدها مشواره التعليمي بكلية الطب جامعة القاهرة ثم ليتخرج فيها عام 1951. كان والده متخصصاً في استصلاح الأراضي، ولذا كان متأثراً بكثرة تنقل والده وعاش بعيداً عن المدينة وقد أرسل ابنه الكبير "يوسف" ليعيش مع جدته في القرية. عايش إدريس في مرحلة الشباب فترة حيوية من تاريخ مصر من جوانبه الثقافية والسياسية والاجتماعية، حيث الانتقال من الملكية بكل ما فيها من متناقضات. جاء أدب يوسف إدريس معبرا عن كل مرحلة من هذه المراحل، وناطقا برأيه عما يتغير ويحدث حولنا في هذا البلد وما يحدث في أبنائها، ولاسيما أنه كان في مطلع شبابه متأثرا بالفكر الماركسي بكل ما يحمله من هموم اجتماعية. اختار يوسف إدريس أسلوب التصوير، ولعل علمه أن يسيطر علي حساسيته فجاءت صوره موضوعية لم تهوشها انفعالات أيديولوجية متفائلة مسيطرة عليه آنذاك كانت تجعله لا يرى في شقاء الطبقات الشعبية إلا مقدمة للخلاص، فخلت صوره من الألوان القاتمة حتى حين عالج موضوعات قاتمة كما في: "العنكبوت الأحمر" أو"المرجيحة". كان كاتبنا غزير الثقافة واسع الاطلاع بالشكل الذي يصعب معه عند تحديد مصادر ثقافته أن تقول إنه تأثر بأحد الروافد الثقافية بشكل أكبر من الآخر..حيث اطلع على الأدب العالمي وخاصة الروسي وقرأ لبعض الكتاب الفرنسيين والإنجليز. كما كان له قراءاته في الأدب الآسيوي وقرأ لبعض الكتاب الصينيين والكوريين واليابانيين، وإن كان مما سجله النقاد عليه أنه لم يحفل كثيرا بالتراث الأدبي العربي وإن كان قد اطلع على بعض منه. بدأ نشر قصصه القصيرة منذ عام 1950، ولكنه أصدر مجموعته القصصية الأولى "أرخص ليالي" عام1954، لتتجلى موهبته في مجموعته القصصية الثانية "جمهورية فرحات" عام1956، الأمر الذي دعا عميد الأدب العربي "طه حسين" لأن يقول:"أجد فيه من المتعة والقوة ودقة الحس ورقة الذوق وصدق الملاحظة وبراعة الأداء مثل ما وجدت في كتابه الأول "أرخص ليالي" على تعمق للحياة وفقه لدقائقها وتسجيل صارم لما يحدث فيها". وهي ذات المجموعة التي وصفها أحد النقاد حينها بقوله: "إنها تجمع بين سمات ديستوفسكي وسمات كافكا معا". لم يتوقف إبداع الرجل عند حدود القصة القصيرة والتي صار علما عليها، حتى إنها تكاد تعرف به وترتبط باسمه، لتمتد ثورته الإبداعية لعالمي الرواية والمسرح. وكان والده متخصصاً في استصلاح الأراضي ولذا كان متأثراً بكثرة تنقل والده وعاش بعيداً عن المدينة وقد أرسل ابنه الكبير "يوسف" ليعيش مع جدته في القرية.