طالب مثقفون وأكاديميون وسائل الإعلام العربية والإسلامية المختلفة بضرورة لعب دور فاعل في معالجة ظاهرة "عُقدة التخوّف من الإسلام" أو ما يعرف ب "الإسلاموفوبيا" المتنامية في الغرب، وتصحيح الصورة الغير حقيقية عن الإسلام التي تروج لها الآلة الإعلامية الغربية. وأكد المشاركون في الجلسة الصباحية الثانية لثاني أيام المنتدى الإعلام العربي في دبي وعقدت تحت عنوان "صناعة الإسلاموفوبيا: هل يُصحح الإعلام إدراك العرب والغرب؟" على أهمية أن يتوازى ذلك مع فهم الظاهرة بأبعادها المختلفة لمعالجتها بالعقل والحكمة والوصول إلى الحلول الصحيحة لها، لأنها ظاهرة متشابكة تساهم في صنعها السلوكيات الفردية الخاطئة لبعض الأفراد والتي تخالف التقاليد الإسلامية والتي ترسخ الصورة السلبية للمسلمين عند الغرب. شارك في الجلسة التي أدارها الإعلامي عبد الله المديفر، حيث تناولت الجلسة بالتحليل ظاهرة "الإسلاموفوبيا" والعوامل التي أفرزتها ومكونات وأدوات صناعتها، والأهداف الكامنة ورائها، وأثارت النقاش حول السبل والوسائل الكفيلة بمواجهتها بوصفها تزييفاً للتاريخ والحقيقة من جهة، ولكونها تحريضًا صريحًا ضد العرب والمسلمين وعاملاً هدّاماً من عوامل إثارة الفتنة والفُرقة بين الأمم والشعوب. واعتبر عبد العزيز التويجري أن ظاهرة الإسلاموفوبيا والتي تعد أحد أهم موضوعات الساعة، ليست بجديدة على المشهد بل بالعودة للتاريخ نجد أن الحث على كراهية الإسلام والتخويف منه ظاهرة قديمة في الفكر الغربي منذ الإمبراطورية الرومانية التي أوجست خيفة من الدين الإسلامي الذي يستهوي العقول والقلوب مما استدعى تكوين جبهة تخوف منه. وأوضح أن الإسلاموفوبيا ربما تكون حديثة في المعنى لكنها قديمة في المضمون، لافتا إلى أن هذا المصطلح الذي ظهر في عام 1987 بات يشكل تحديا كبيراً، لأنه روّج لخوف يترتب عليه خلق الكراهية تجاه معظم أو كل المسلمين. وأكد التويجري أن هناك بعض العوامل الأخرى الداخلية في المجتمعات الإسلامية والسلوكيات التي لا تتفق مع تقاليد الإسلامي، التي تغذي هذه الظاهرة حيث يتلقى الطرف الأخرى أن الإسلام يتعارض مع الحضارات الأخرى.