شهد مجلس الشورى، الاثنين 13 مايو، خلافا بين نواب حزب "النور" السلفي، من جهة ونواب حزبي "الحرية والعدالة" الحاكم و"الوسط" ذو التوجه الإسلامي من جهة أخرى، حول السماح بالسياحة الإيرانية في البلاد. وخلال اجتماع لجنة الثقافة والسياحة بمجلس الشورى المصري "الغرفة الثانية للبرلمان والمنوطة بالتشريع مؤقتا"، الاثنين 13 مايو، طالب النائب عن حزب الحرية والعدالة، جمال حشمت، باللجوء لمؤسسة الأزهر، وهيئة كبار العلماء، التابعة له، لإصدار فتوى بخصوص السماح للسياح الإيرانيين بدخول البلاد. وانتقد حشمت توجه نواب حزب النور لرفض السياحة الإيرانية في مصر، قائلا إن "كون الإيرانيين أصحاب مشروع أو مخطط ، فإن هذا لا يعيبهم"، مشيرا في الوقت نفسه إلى "أهمية قيام الدولة المصرية بدراسة الأسباب التي تهدد الأمن القومي والعمل علي تلاشيها، للحفاظ علي أمن البلاد". من جانبه كشف يحيى أبو الفضل، النائب عن حزب الوسط، عن استعداد وزير السياحة هشام زعزوع، للتحاور مع اللجنة بشأن ضوابط السياحة الإيرانية في مصر، موضحا أنه "رغم احتلال إيران لجزر بدولة الإمارات إلا أن الأخيرة تسمح باستقبال سياح إيرانيين". في المقابل حذر النائب عن حزب النور أحمد نصر الدين، من "امتداد المشروع الإيراني الشيعي إلى مصر" عبر السياحة، مشيرا إلى أن "مشروع إيران رافدي تسعي من خلاله لإقامة دولة شيعية في العديد من الدول وأهمها مصر". من جانبه قال النائب عن الحزب ذاته عبد الكريم منتصر، إن "الشيعة إذا دخلوا بلدا فتنوه كما فعلوا في الكويت والسعودية، فضلا عن حالة القتل والتدمير التي قاموا بها في العراق وسوريا"، محذرا من أن "أسلحتهم (الشيعة) هي المال والنساء، وبهذا قد يجعلوا مصر بؤرة للتشيع والإرهاب". ونظم عشرات الإسلاميين الخميس الماضي وقفة أمام مكتب رعاية المصالح الإيرانيةبالقاهرة احتجاجا على ما أسموه "المد الشيعي بمصر" معلنين رفضهم قدوم السياحة الإيرانية لمصر. والشهر الماضي، حاول عشرات المحتجين، اقتحام منزل مجتبي أماني القائم بأعمال السفير الإيرانيبالقاهرة، لكن قوات الأمن تصدت لهم، وفرضت سياجًا أمنيًا حول المنزل. ونفي وقتها أماني للأناضول أن "يكون المحتجون غالبيتهم مصريين" وقال إنهم في الأساس "سوريون معارضون لنظام بشار الأسد، نظموا المظاهرات بهدف الإضرار بالمصالح المصرية الإيرانية"، على حد قوله. وجاءت الاحتجاجات آنذاك بعد أيام من وصول أول فوج سياح إيرانيين لمصر منذ 34 عامًا. ومؤخرا نظمت قوى سلفية مؤتمرات حاشدة، بدأتها بالقاهرة ثم انتقلت إلى كافة المحافظات، للتنديد بما وصفته "التأثير الكارثي للتقارب بين مصر وإيران، وما يمكن أن يسببه من خطورة على الدولة المصرية بنشر التشيع بها". وأوقفت الشركات السياحية الإيرانية رحلاتها القادمة إلى مصر لمدة شهر ونصف، مطلع إبريل الماضي. وقال وزير السياحة المصري، في تصريح للأناضول آنذاك "إن قرار الشركات الإيرانية جاء عقب الانتقادات الشديدة التي وجهت في مصر لزيارة فوج سياحي إيراني للبلاد، ومحاولة الاعتداء على منزل القائم بأعمال السفير الإيرانيبالقاهرة مجتبى أماني". وانحسرت العلاقات المصرية - الإيرانية خلال الأعوام الأربع والثلاثين الماضية، بين التوتر والفتور، على خلفية استضافة الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات لشاه إيران محمد رضا بهلوي عقب الثورة الإسلامية التي أطاحت به في إيران أوائل عام 1979، ثم دعم مصر للعراق في حربها ضد إيران "1980- 1988"، إضافة إلى اتهام القاهرة لطهران برعاية الإرهاب في الشرق الأوسط، ودعم الجماعات الإسلامية المسلحة في مصر خلال تسعينيات القرن الماضي. غير أنه بعد قيام ثورة 25 يناير 2011، صدرت تصريحات من المسئولين في البلدين تفتح الباب نحو إزالة الخلافات، كما تبادل زعيما البلدين محمد مرسي ومحمود أحمدي نجاد الزيارات.