انطلق صوت المؤذن يدوي في حنو تبعثه ميكرفونات المساجد لإيقاظ النائمين لاستقبال فجر يوم جديد بينما تجهش الزوجة في البكاء وبتركيز حاد ترمق صغيرها الرضيع المستغرق في النوم خشية أن يكون القرار الذي اتخذته سيلحق به ظلما وهو الانفصال عن والده الذي أحبته وتزوجا بعد قصة حب يتحاكي بها الأهل والأصدقاء. ومع بزوغ الشمس ارتدت ثيابها وحملت طفلها وتوجهت إلي محكمة الأسرة بالزيتون وما أن دخلت البهو الخاص بالمحكمة حيث الزحام والأجساد المتلاحمة والضجيج هنا وهناك اتخذت إحدي الأركان لإطعام صغيرها الذي انفجر في البكاء وأخذت ترقب بعينيها ما حولها من مشاكل ومعاناة ترويها السيدات فيما بينهن، أفاقت الزوجة علي صوت الحاجب يطالبها بالدخول إلى الخبير النفسي مصطفى توفيق. جلست الزوجة و بحمرة الخجل والحياء لا تعرف كيف تبدأ حديثها حتى نجح الخبير النفسي في استقطابها وطمأنتها تنفست الصعداء وقالت: إنني أحب زوجي ولا أريد الانفصال عنه لكن وصلت معه إلى طريق مسدود لم أكن أتخيل في يوم من الأيام أن أكون في هذا الموقف وانسابت قطرات الدمع على خديها ليخرج الخبير النفسي منديلا تجفف به وفى محاولة لتهدئتها.. واستطردت قائلة: بعد زواجنا منذ عامين رزقنا بهذا المولود الرضيع تخيلت أنه سيكون سببا في أن يصبح أبا ومثلا أعلى ويمتنع عن مشاهدة الأفلام الإباحية في الشبكة العنكبوتية والتي يجلس أمامها بالساعات.. حاولت مرارا وتكرارات إقناعه بحرمة هذه الأفلام لكن باءت كل محاولاتي بالفشل امتثلت للأمر الواقع ودعوت الله أن يهديه، تقربت منه أكثر لعل وعسى أن يبتعد حيث كان يقوم بإيقاظي في أوقات متأخرة من الليل لمعاشرته ولم أعترض أو أرفض وتحملت الكثير والكثير.. وفى أحد الأيام طلب منى مجالسته لمشاهدة هذه الأفلام الإباحية نهرته في البداية وبعد ذلك وافقت إرضاء له وما أن توجهت إلى غرفة النوم هرول خلفي مسرعا وأثناء ممارسة الحب فوجئت به يطلب منى تطبيق بعض الأوضاع التي شاهدها معي أوضحت له بأن ما يطلبه محرم شرعا وإنني زوجته وأم ابنه ولست عاهرة مثل اللاتي يشاهدهن يوميا.. غضب وقام بتوبيخي ونشبت بيننا مشاجرة، وفى صباح اليوم التالي لاحظت حماتي والتي تقطن معي أن هناك شيء ما بيني وبينه حاولت معرفة السبب لكنني تهربت من الإجابة عليها وناقشت معاها موضوعات أخرى.. والغريب أنه كان دائما ما يرفض ذهابي لزيارة أسرتي، وعندما طلبت منه الذهاب لم يرفض وتمنى أن أقيم بمنزل العائلة دوما، وبعد عودتي اقتحمت عليه الغرفة وجدته يتحدث مع إحدى الفتيات من خلال الشات ويقسم لها بأنه غير متزوج ويتفق معها على ميعاد لممارسة الرذيلة.. نهرته بشدة وقمت بتوبيخه وطلبت منه الطلاق، لكنه اعتذر لي وطلب منى أن أقف بجانبه لأنه مريض بهذه الأفلام وإذا كانت ستتسبب في المشاجرات بيننا فانه لن يقدم عليها مرة أخرى.. وبعد ذلك فوجئت به لم يلتزم بوعده لي وكانت هذه المشاجرة نهاية المطاف بيننا واتخذت القرار برفع دعوى لتطليقي منه لحفظ حقوق طفلي الذي ليس له أي ذنب في أن والده مراهق ومدلل لأنه وحيد والدته والتي عانيت منها الكثير أيضا كم من ليال أبيت فيها ودموعي لم تجف حتى صباح اليوم التالي لتدخلها في حياتي الشخصية وأمور أخرى، وانهمرت في البكاء. طلب الخبير النفسي الزوج للحضور في محاولة للصلح بينهما لكن رفض الحضور مما اضطر أعضاء مكتب التسوية لإحالة الدعوى إلى المحكمة للفصل فيها. وقبل أن تنصرف الزوجة وبصوت مبحوح متحشرج تطلب من الخبير النفسي أن يكون هناك عقوبة جنائية لكل من تسول له نفسه مشاهدة هذه الأفلام الإباحية لأنها ستكون سببا في زيادة معدلات الطلاق بمصر، ابتسم الخبير النفسي ابتسامة عريضة توحي أنه لو كان الأمر بيده لفعل ذلك.