حرارتك مرتفعه وعيناك حمراوان، لديك شعور بأن ضغط دمك أوشك علي الإنفجار و لديك رغبة جامحة لا تقاوم في إخراج النار من فمك مثل تنين العصر الحجري، لا تقلق أنت لا تعاني مرضا نادرا قادم من الغابات الاستوائية..أنت فقط "تغِير". والغيرة تنقسم إلى نوعين، فأنت إما تغير على شخص أو من شخص، وأن تغير من احد ليس بالضرورة أن يكون حقد أو حسد، فالأشخاص الناجحون هم غالبا يغيرون ممن حولهم حتى يستطيعون التقدم للأفضل، والسيطرة على الغيرة واستخدامها بطريقة رشيدة يدفعك للأمام. أما "النفسنه" ..فهذا شيء آخر ، لا يمكنك أن تكره احدا فقط لأنه ناجح أو لأنه أحرز تقدما أكثر منك، وهي تعتبر من أكثر أنواع الغيرة القاتلة والمضرة لصاحبها. الغيرة على الشخص..هذا قد يكون "الملح" الذي يعطي العلاقة مذاقا خاصا، وقد تكون "السم" الذي يقتله، فهل "تغيري/تغير" على حبيبتك لأنك تحبها ؟ هل تغير منها لأنها أفضل منك في العمل ؟ "بتنفسني" من واحدة اتخطبت للولد إللي بتحبيه.. لست تعاني بمفردك، فربما كان هذا مرض العصر..لكن لماذا تغير، وممن تغير ، وهل يمكن أن تترجم تصرفاتك بطريقة خاطئة، إن كنت لا تغير هل هذا يعتبر عيبا في شخصيتك أم شيئا جيدا وتجنبا للكثير من "الصداع"؟..العديد من الأسئلة التي تدور في عقلك، والتي لا تخشى إظهارها أمام الناس، إلا أن تصرفاتك أمام من يعرفونك..تفضحك ! تقول مريم أحمد -26 عاما- الغيرة مرض قوي وعندما يبدأ الإنسان في الشعور به لا يستطيع السيطرة على نفسه أيا كانت نوع الغيرة، على "حبيب أو من زميل أو في العمل" ويبدأ مستواه بالتراجع ويضيع العديد من الفرص،لان الأنانية ستدمر له مستقبله، فعن نفسي عندما اشعر أني سأنساق نحو هذا الطريق يمنعني إيماني لأني أعرف أن الله يقدر كل شيء وإذا كان لي نصيب في شىء لن يمنعني عنه احد، أما الغيرة في الحب فهي صحية ولكن بحدود لأنه من جهة يمكن أن يكون إرضاءا للغرور أو قضاءا على العلاقة إذا زاد عن حده، وأنا لم أدخل في علاقة عاطفية من قبل حتى أستطيع الحكم على ذلك بشكل دقيق. وتؤكد مايا مجدي -25 عاما- أنها غيورة جدا في كل شيء، لكن بدون أذية أو ضرر لأحد، وأن الشخص الذي لا يشعر بالغيرة هو شخص "بارد" لأنها يمكن أن تكون الوقود الذي يدفع الآخرين للتقدم في حياتهم، أما في الحب فانا لا أطيق أن أري من أحب ينظر لأحد غيري أبدا. بينما توضح دينا يوسف – 22 عاما- أن الحب في نظرها هو حب امتلاك لأصدقائها وكل كل المقربين منها لأنها تحب ألا يرى هؤلاء الأشخاص غيرها ولا يأخذ أحد مكانتها لديهم، مما قد يدفعها أحيانا لاستخدام أساليب عنيفة وعصبية في بعض الأحيان تؤثر بعد ذلك على هذه العلاقات بشكل سلبي ، ويحول الحب إلى كراهية أحيانا يبرر هشام مختار – 33 عاما- الغيرة في العمل بأنها شيء طبيعي وسلوك إنساني أكثر منه سلوك ذكوري، وأي شخص طموح يجب أن يكون لديه إحدى درجات الغيرة حتى يتمكن من التقدم في عمله أما الغيرة في العلاقة العاطفية فهي موجودة بالتأكيد ولكن طريقة ممارستها هي ما تظهر سببها الأساسي ، فقد تكون عدم ثقة في النفس من إحدى الأطراف أو خوف من طرف تجاه الآخر، أما النوع الأخير فهو الغيرة التي تنتج من حب الامتلاك وهو الغالب في العديد من العلاقات. اعترف وائل إبراهيم – 26 عاما- بأن النفسنه موجودة في حياته بدرجة كبيرة، فقد تعرض لموقف في العمل أظهر له أن هناك من يقوم ب"النفسنه" عليه ، خاصة عندما تكون الأسباب المستخدمة أسبابا شخصية أكثر منها أسباب عملية. كذلك أكدت أسماء محمود -22 عاما- أنها تغير بطريقة قد تصل إلى حد الجنون على خطيبها، كما أن الرجال عندما يجدون أن الفتاه التي يحبونها لا تغير عليهم، لا يشعروا بأنها تحبهم من الأساس وكأنها تعاني من البرود، وعلى الجهة الأخرى فهي تتعب الفتاه كثيرا وتضغط على أعصابها، وفيما يتعلق بالعمل، فأعترف أني كنت "بنفسن" قبل ذلك أما الآن فلا اشعر بذلك كثيرا. ويرى أحمد حسين – 29 عاما- أن الغيرة شيء جيد في العلاقة العاطفية لكن بشرط ألا تصل إلى درجة عدم الثقة في الطرف الأخر، مما يؤثر على العلاقة بينهما بشكل كبير، أما الغيرة في العمل فهي مطلوبة، ولكن لا يجب أن تكون المنافسة في العمل منافسة نزيهة فلا أقوم بفعل غير أخلاقي حتى أكون أنا النجم البارز في العمل بل يجب أن يحكمها "الأخلاق"أكتاف الأخر ، وعن نفسي تعرضت للنفسنه كثيرا. أما احمد فؤاد- 23 عاما- فيشدد على أن العلاقة العاطفية لا تكتمل بدون الغيرة فالشيء الوحيد الفارق بين العلاقة العاطفية والإعجاب هو الغيرة، فهي الدليل على أن العلاقة أصبحت جدية وملزمة للطرفين.