ذكرت صحيفة "يو إس إيه توداي" الأمريكي، أن مدينة بنغازي الليبية أصبحت الآن ساحة قتال للميليشيات المتناحرة، ومن المرجح أن يهيمن الفائز فيها علي ليبيا برمتها. وأوضحت الصحيفة، خلال التقرير الذي بثته على موقعها الإلكتروني الأربعاء 24 إبريل - أن بنغازي تعرضت طيلة 18 شهرا الماضية إلى سلسلة غير متناهية من الهجمات الإرهابية وعمليات الاختطاف حتى أن مدير أمنها قد اغتيل في شهر نوفمبر الماضي. وأشارت الصحيفة إلى استهداف البنايات الأجنبية المتواجدة بالمدينة ، معيدة إلى الأذهان الهجوم الإرهابي على القنصلية الأمريكية في شهر سبتمبر الماضي، وأسفر عن مقتل أربعة أمريكيين . ونقلت الصحيفة عن أستاذة العلوم السياسية بجامعة بنغازي عبير أمنينا قولها :" إنه رغم حقيقة أن طرابلس تعد مركز القوة السياسية وأن مصراتة هي مركز القوة العسكرية، تبرز حقيقة أخري متمثلة في أن من يسيطر على بنغازي سوف يسيطر على كامل ليبيا". وقالت الصحيفة :" إن هناك قلقا كبيرا من سيطرة الإسلاميين وهو ما يتجلى في اعتقاد البعض بأن المتشددين الإسلاميين يقفون وراء الفوضي ، حيث قال مسئول أمني ليبي إن جماعة "أنصار الشريعة" المتشددة نفذت العديد من الهجمات ومن بينها الهجوم على القنصلية الأمريكية في الحادي عشر من شهر سبتمبر الماضي". وتعليقا على هذا الأمر، أكدت أمنينا :" أن أنصار الشريعة حالها كحال باقي الميليشيات المسلحة في ليبيا - تضم الشباب الصغير العاطل عن العمل والذي تم امدادة بالسلطة والسلاح والدعم المالي من الخارج - والذي ربما يعود إلى تنظيم القاعدة". وأردفت الصحيفة إن جماعة "أنصار الشريعة" ليست وحدها المجموعة المسلحة المتهمة بتدمير الأمن في بنغازي ، حيث ترتبط بعض فصائل "اللجنة الأمنية العليا"، التي أبرمت اتفاقا مع الحكومة الليبية للمساعدة في تطبيق القانون ، بمتشددين رفضوا إعلان ولاءهم للحكومة واتهموا مؤيدو النظام السابق بتأجيج العنف في البلاد. وأرجعت السلطات الليبية، حسبما أبرزت صحيفة هافينجتون بوست الأمريكية، السبب من وراء اتساع حلقات العنف في بنغازي إلى هروب العديد من السجناء خلال حكم القذافي وقبل انتصار الثورة من أجل قمعها ، وأن أكثر من ثلثي هؤلاء السجناء لا يزالون يتجولون بحريتهم في الشوارع.