قال حزب "الحركة الوطنية المصرية"، انه للمرة الأولى يعترف مسئول بالرئاسة، في حوار له بإحدى الصحف الخاصة، بأن الرئيس يقوم باستشارة مكتب الإرشاد في بعض الأمور، عند صنع القرار. وأضاف المستشار القانوني للرئيس د.محمد فؤاد جاد الله، في حواره الذي نشرته الجريدة -الثلاثاء 23 أبريل- أن الرئيس يستشير مكتب الإرشاد مثله مثل المؤسسات الأخرى التي يستشيرها عند صنع القرار، مؤكداً أن الإرشاد يرشح بعض الأفراد لتولي المناصب في الدولة، وأن هذا من حقه وحقهم باعتبارهم الأقرب له. ويرى حزب "الحركة الوطنية المصرية"، أن هذا إقرار بالحقيقة التي نبه إليها الحزب – وغيره من القوى المدنية- أكثر من مرة، وهى أن مكتب الإرشاد هو الذي يدير مصر ويتخذ القرارات المهمة فيها، وذلك بالرغم من نفي الرئاسة المتكرر لهذا الأمر، وآخرها حوار الرئيس مرسي مع قناة الجزيرة يوم 20 أبريل الماضي، والذي قال فيه الرئيس بالنص، أنه بالرغم من انتمائه واعتزازه بالإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة، إلا أنه "لا تداخل ولا مشكلة بين الانتماء والنشأة والتربية والمبادئ وبين الرئاسة"، وأنه "بعد الانتخابات يصبح الرئيس المنتخب رئيساً لكل المصريين"، والكلام عن علاقة الرئيس بجماعة الإخوان "إضاعة الوقت وأحياناً أرى أنه لا يستحق الوقت للرد عليه .. الرئيس المصري يتمتع بحرية كاملة ومسئول مسئولية كاملة عما يصدر عنه من قرارات.. ولا مجال للتأثير ولا للحديث عن ضغط أو تراجع عن قرارات ". وإزاء هذه التصريحات المتضاربة من الرئيس ومستشاره، يتساءل الحزب وأعضائه مرة أخرى عن ماهية الكيان القانوني لمكتب الإرشاد، خاصة بعد قيام الجماعة بإشهار نفسها كجمعية أهلية- بالرغم من تحفظاتنا على عدم قانونية ذلك- ووجود حزب قانوني معترف به يمثلها في البرلمان وهو حزب الحرية والعدالة، ألا ينشى ذلك دولة موازية ودولة داخل الدولة، ويدخل أطرافاً غير رسميين ليس لهم أي كيان قانوني وشرعي في صناعة القرارات المصيرية الهامة كاختيار الوزراء وتحديد توجه السياسات العامة الرئيسية من قبل أشخاص غير منتخبين من الشعب ويمارسون تأثيرات على ممثليه في البرلمان. وقال بيان الحزب أنه من قبيل العبث أنه أصبح الآن للإخوان أربعة تنظيمات تعمل داخل الدولة المصرية الذين احتلوها: تنظيم اسمه "مكتب الإرشاد" ولا يعرف أحد ما هو وضعه القانوني، وتنظيم اسمه "جمعية الإخوان المسلمين" لم يتم إحاطة الرأي العام بقياداته وأنشطته، وتنظيم اسمه حزب "الحرية والعدالة" – هو الوحيد القانوني، وتنظيم فوق كل هذه التنظيمات اسمه "التنظيم العالمي لجماعة الإخوان".