قال البيت الأبيض إن الرئيس الأميركي، باراك أوباما، ملتزم بإغلاق معتقل غوانتانامو كمصلحة أمنية دولية للولايات المتحدة. وأوضح المتحدث باسم البيت الأبيض، جي كارني، أن أوباما ملتزم بإغلاق المعتقل رغم العقبات التي تواجهها الإدارة في الكونغرس من أجل تحقيق هذا الهدف. وكان الجيش الأميركي قد أعلن أن حراسا اشتبكوا مع سجناء وسط إضراب عن الطعام في معتقل غوانتنامو، الأمر الذي دفع المسؤولين إلى نقل المحتجزين إلى زنازين انفرادية في معسكر "كامب 6". ويتهم الجيش المحتجزين بتغطية كاميرات المراقبة والنوافذ لمنع الحراس من مراقبتهم خلال إضراب عن الطعام مستمر منذ أكثر من شهرين، بينما يقول محامون إن معظم السجناء ال166 يشاركون في الإضراب. وقال الجيش الأميركي في بيان، السبت الماضي، إن السجناء استخدموا أسلحة ارتجالية لمقاومة نقلهم، ما أدى بالحراس إلى إطلاق عدة أعيرة نارية غير قاتلة. وقال المسؤولون إنه لم يصب أحد من الحراس أو المحتجزين بجروح خطيرة، ومن جانب آخر روى معتقل يمني في غوانتانامو مضرب عن الطعام، في مقالة نشرتها، الاثنين، صحيفة نيويورك تايمز، الآلام التي يعانيها عندما يعمد حراس السجن إلى إطعامه بالقوة. وهذه المقالة التي تحمل عنوان "غوانتانامو تقتلني" هي تسجيل لمحادثة هاتفية مع محاميه. وينفذ اليمني سمير ناجي الحسن مقبل، المسجون منذ أكثر من 11 عاما في هذا السجن المثير للجدل في كوبا، إضرابا عن الطعام منذ 10 فبراير، ويؤكد أنه خسر أكثر من 15 كيلوغراما. وقال هذا السجين (35 عاما): "لن أنسى المرة الأولى عندما مرروا أنبوبا عبر أنفي لإطعامي. ولا أستطيع أن أصف الآلام الناجمة عن إطعامي بهذه الطريقة". وأضاف: "يربطونني مرتين في اليوم إلى كرسي في زنزانتي. يربطون ذراعي وساقي ورأسي بحزام. لا أعرف متى يأتون، وأحيانا لا يأتون إلا في الساعة 23:00 عندما أكون قد نمت". وأوضح سمير ناجي الحسن مقبل أن "عددنا كبير نحن الذين ننفذ إضرابا عن الطعام بحيث لم يعد ثمة عدد كاف من العناصر الطبية للقيام بعمليات الإطعام عبر الأنابيب". وقال إن وزن أحد المضربين تراجع إلى 35 كيلوغراما. وأكد هذا اليمني أنه غادر بلاده في العام 2000 إلى أفغانستان، حيث كان يأمل في إيجاد عمل، وخلال الاجتياح الأميركي في العام التالي، فر إلى باكستان المجاورة حيث اعتقل وأرسل مباشرة إلى غوانتانامو. وعلى غرار كثيرين من المعتقلين في هذا السجن، لم يحاكم ولم توجه إليه أي تهمة رسمية، ولا يعتبر أيضا تهديدا للأمن القومي للولايات المتحدة لكن لا يمكن الإفراج عنه بسبب تأجيل أعلنه باراك أوباما في 2009 لإعادة اليمنيين إلى بلادهم. ويقول محامو السجناء إن الأكثرية الساحقة من المعتقلين في "المعسكر 6"، الذي يضم 130 من هؤلاء، تنفذ إضرابا عن الطعام إثر عملية دهم في بداية فبراير فتشت خلالها مصاحف في طريقة اعتبروها مهينة. وتوضح وزارة الدفاع الأميركية أن عدد المضربين عن الطعام كان 43، أي أكثر بأربع مرات مما كان عليه قبل شهر، ويتم إطعام 11 منهم بالقوة عبر أنابيب.