أشاد وزير الأوقاف بسلطنة عمان د. عبد الله السالمي، بعلاقات بلاده مع مصر والتنسيق المستمر بين البلدين وبدور الأزهر الشريف كمنارة للعلم الوسطي المعتدل في العالمين العربي والإسلامي. وأشار وزير الأوقاف العماني - في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط على هامش أعمال المؤتمر الدولي لتطوير العلوم الفقهية الذي تنظمه الوزارة - إلى ضرورة الاهتمام بالحوار بين المسلمين أنفسهم وأن يكون على مختلف المستويات قبل الانتقال بالحوار مع الأخر على أن يكون الحوار والتعايش مع الأخر وفق ما تقره الشريعة السمحاء فالإسلام صالح لكل زمان ومكان ويتسم بالعالمية ومخاطبة الجميع كما أن التعايش ضرورة إسلامية لتوحيد الكلمة وتجنب أي خلاف أو نزاع. كما أكد الدكتور السلمي على أن اختلاف المذاهب الإسلامية وتعددها فيه من الرحمة والخير للمجتمعات الإسلامية للاستفادة مما بها وما يتفق ومتغيرات المجتمعات السياسية والاجتماعية والثقافية، مبينا أن الاجتهاد كفاح عن الحق وتوضيح لمسالك الدين وإنزاله على أرض الواقع بما لا يخالف الشريعة. وأشار وزير الأوقاف إلى أهمية التعايش بمراحله المختلفة الأولى مع النفس والذات وتعزيز القيم الإسلامية وتقوية دور الأسرة لأهميتها في المجتمع لبناء الفرد والجماعة ثم الانتقال للحوار مع الأخر للتعايش والأعمار ونشر القيم الإنسانية ثم مع العالم كله وفق مبادئنا الحميدة وعلى الحق والعدل والمساواة. وأوضح أن الهدف من تنظيم المؤتمر الدولي لتطوير العلوم الفقهية الذي تنظمه الوزارة هو التشامر بين علماء الأمة الإسلامية وممثلي المذاهب حول كل ما يهم الأمة في الجوانب الفقهية والخروج بخطاب فقهي للأمة يعالج ما تواجهه وطرحه أمام المختصين دون فرض أي توصية على أحد. وأشار إلى أهمية أعمال الفقه الإسلامي في حياة المسلمين ليقود دولها وشعوبها إلى النهضة والتقدم والعمل على تحسين العلاقة بين السياسة والدين، مبينا أن المسلمين في أزمة بين القانون والأخلاق والسياسة والدين والحوار المركز على القمة دون النزول به إلى الطبقات الوسطى والدنيا ليكون مفيدا للجميع. وأشار إلى تجربة سلطنة عمان في التعايش والوسطية في إطار الخصوصية التي يتمع بها الشعب العماني وحضارته الضاربة في التاريخ، مشيرا إلى وصاية الرسول عليه الصلاة والسلام بمصر وسلطنة عمان وشعبهما بما يؤسس لعلاقات تاريخية وحضارية منذ القدم بين البلدين.