رأت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أن فرض منطقة حظر طيران فوق سماء سوريا هو داع أخلاقي واستراتيجي، حيث أنه يعد جزءاً من حل الصراع في سوريا. وأوضحت الصحيفة في تقرير لها بثته على موقعها الإلكتروني السبت 6 إبريل - أن قرارا مثل فرض منطقة حظر طيران فوق سماء سوريا إذا لم يساعد في حل الصراع فإنه سيحول دون تصعيد الأزمة ويحمي أرواح الأبرياء، حيث أنه سيربك عمل أداة من أدوات العنف والمتمثلة في استخدام المروحيات العسكرية لقصف أهداف المعارضة. ومع ذلك، تناولت الصحيفة أوجه نظر المعارضين لهذه الفكرة، والذين يشيرون إلى أن سوريا تمتلك شبكة دفاع جوي هائلة بجانب المخاوف من إمكانية استدراج الطيارين الأمريكيين إلى شوارع دمشق أو قتلهم. وذكرت أن هؤلاء المعارضين أكدوا أن فرض منطقة حظر طيران فوق سماء سوريا لن يحل القضية بشكل حاسم، معتبرين أن القيام بمثل هذه الخطوة ربما يكون مبررا لتفعيل أشكال مختلفة من التدخل العسكري. وقارنت الصحيفة الوضع الراهن بسوريا، حيث يستخدم الرئيس بشار الأسد تفوق قواته الجوية لضرب المعارضين بالوضع إبان حرب العراق ، مشيرة إلى أنه بدون فرض منطقة حظر طيران كان من الممكن أن يستخدم الرئيس العراقي الراحل صدام حسين قواته الجوية لضرب الأقليات الكردية والشيعية. وأكدت الصحيفة أن هدف الولاياتالمتحدة وحلفائها حال تقرير فرض منطقة حظر طيران فوق سماء سوريا سيكون في المقام الأول تقليل عدد الضحايا الذين تجاوز عددهم 70 ألف مواطن منذ بدء الانتفاضة قبل عامين. وقالت الصحيفة إن فرض منطقة حظر طيران فوق سماء سوريا من شأنه شل أداء القوات الجوية السورية ومن ثم تعطيل واحدة من كبريات الأدوات التي يمتلكها النظام السوري بشكل ربما يؤدي إلى نقطة تحول رئيسي في الصراع. ورأت "واشنطن بوست" أن مثل هذا القرار لا يعد صائبا من الناحية الأخلاقية فقط، بل صائبا لحماية المصالح الإستراتيجية للولايات المتحدة بالمنطقة؛ مشيرة إلى انتقال عدوى الصراع إلى دول الجوار السوري مثل تركيا والأردن ولبنان والعراق، وإلى حقيقة أن المعارضة عقب سقوط الأسد لن تنسى من ساعدها ومن تخلى عنها إبان فترة الصراع.