أكد الرئيس محمد مرسي أن مصر بدأت مرحلة فارقة في تاريخها الحديث بانطلاق ثورة 25 يناير المجيدة وعبور المصريين إلى عهد جديد يتأسس على مبادئ الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية. وأضاف مرسي أن مصر والسودان تمران بظروف دقيقة يتوجب عليهما فيها أن يضعا سويا أسس المشاركة الاقتصادية في ظل القدرات المتميزة لكل البلدين. جاء ذلك في بداية كلمة مرسي خلال جلسة المباحثات الرسمية السودانية المصرية المشتركة بقاعة الصداقة والتي أعقبت القمة المصرية السودانية المشتركة بين الرئيسين محمد مرسى وعمر البشير. حضر الجلسة الوفد الوزاري المصري والذي يضم كلا من وزير الخارجية محمد كامل عمرو ووزراء الزراعة والري والتعاون الدولي والتخطيط والتموين والتجارة والصناعة والنقل والسفير محمد رفاعة الطهطاوي رئيس ديوان رئاسة الجمهورية ود. أيمن على مستشار الرئيس للمصريين في الخارج . وقال مرسى أن انشغال مصر بشئونها الداخلية لم يشغلها عن الاهتمام بالشؤون العربية ولاسيما العلاقات مع السودان. ودعا الرئيس مرسي القطاع الخاص المصري لتوجيه المزيد من الاستثمارات إلى السودان. وأشار إلى أن زيارة د. هشام قنديل رئيس الوزراء إلى السودان في سبتمبر الماضي كانت باكورة التنسيق بين الجانبين، وأضاف أن مصر ستبقى داعمة للسودان بما يعمق العلاقات بين الجانبين ولأمن السودان واستقراره، وقال إن مصر ستواصل دعم جهود السودان لتعزيز التعاون والسلام مع دولة جنوب السودان، مشددا على استعداد مصر لتقديم كل عون ممكن لإنجاح الحوار بين الجنوب والشمال، فضلا عن دعم مصر لاتفاق الدوحة لإقرار السلام في دارفور. وأعرب مرسي عن تقديره لجهود الحكومة السودانية لحل المشكلة القائمة في إقليم دارفور، مشددا على حرص مصر على جهود السودان لإعادة إعمار شرق السودان، وقال إن مصر ستواصل كل سبل دعم السودانيين في هذا الإقليم، مشيرا إلى أن الأشهر الأخيرة شهدت المزيد من التقارب بين الجانبين، وهو ما ظهر في اتفاق الجانبين في معظم القضايا ذات الاهتمام المشترك. من جانبه أعرب الرئيس السوداني عمر البشير عن "فخره واعتزازه" لزيارة الرئيس مرسي إلى السودان، مشيرا إلى أن السودان يدرك ما تمر به مصر الشقيقة من ظروف دقيقة في هذه المرحلة الصعبة، موجها حديثه لمرسي أنه يعلم أن مصر ستتجاوز هذه المرحلة الدقيقة بفضل "حكمة وحنكة فخامتكم" و"ذكاء الشعب المصري الشقيق"، مشيدا بما أسماه "المواقف المصرية المشرفة تجاه السودان". وأشاد بالموقف الأخير الذي أبداه الرئيس محمد مرسي خلال مشاركته في القمة العربية الأخيرة في الدوحة من خلال التأكيد على وحدة السودان وحل مشكلة دارفور عبر المفاوضات. وقال البشير أنه يثمن اهتمام الرئيس مرسي الشخصي بدفع عجلة التعاون بين شمال وجنوبالوادي تحت مظلة اللجنة العليا المشتركة للعلاقات بين البلدين وهي اللجنة التي تضم 28 لجنة فرعية، ودعا مرسي إلى "ترفيع مستوى" اللجنة العليا المشتركة إلى مستوى رئيسي الدولة والدعم لما هو قائم ومدرج، مضيفا أن الشعب السوداني ظل ينتظر هذه الزيارة بفارغ الصبر ، وقال أن تم تخصيص مساحة 2 مليون متر مربع لإقامة منطقة صناعية مصرية فى السودان .