أعلن الرئيس السوداني عمر البشير أن القوى السياسية استجابت لمبادرته إلى حوار جامع يؤكد القواسم المشتركة الرابطة بين أبناء الوطن . ويقدم هذا الحوار المصلحة الوطنية على أي اعتبارات أخرى، ويسهم في تحقيق معالجة كلية للقضايا ترضي عامة أهل السودان وتحفظ أمنه واستقراره . وقال البشير - في خطابه الاثنين 1 ابريل، أمام البرلمان السوداني في بدء دورته السابعة إن هذا الحوار سيمهد الطريق للتوافق والتراضي حول دستور جديد للبلاد ، وحيا هذه القوى لاستجابتها المشجعة للحوار. وتناول الرئيس السوداني في خطابه إنجازات الدولة في السنة الماضية ، حيث أفضت المفاوضات مع الفصيل الميداني لحركة "العدل والمساواة" إلى توقيع برتوكول تدخل به الحركة إلى صف الداعمين للعملية السلمية على أساس وثيقة الدوحة ، فيما هناك سعي جاد يتخذ لاستئناف الحوار حول منطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق بما يمكن من الوصول إلى حلول مرضية تكمل حلقات الأمن والاستقرار كافة. وأضاف، أنه في سبيل المحافظة على الأمن القومي السوداني فإن القوات المسلحة مستمرة في مهامها الدفاعية، وفي تطوير وتحديث قدراتها وتجهيزاتها ، كما تم إنشاء عدد من القواعد الجوية والمهابط في مختلف الاتجاهات الإستراتيجية بأنحاء السودان. وذكر الرئيس السوداني أن جهاز الأمن والمخابرات الوطني حافظ على حماية الثغور وتوفير المعلومات وتحليلها ونجح في كشف ومتابعة المخططات التي هدفت إلى تقويض الأمن والسلام الاجتماعي ، كما شهدت البلاد خلال العام الماضي استقرارا ملحوظا في الوضع الأمني وانخفاضا في معدلات الجريمة متراجعة بنسبة 9.7% من العام الذي سبق ، ونجحت شرطة الدفاع المدني في إخماد الحريق الذي سببته الغارة الإسرائيلية المجرمة التي استهدفت تدمير مجمع اليرموك. وتابع، "إنه لإحكام منظومة حراسة الأمن القومي وحماية المصالح العليا للبلاد ، فقد التزمت الدولة في إدارتها لعلاقاتها الخارجية بسياسة معتدلة ومتوازنة قوامها الحوار والسعي لإرساء السلام والعدل وكل القواسم المشتركة التي تجمعنا بالأسرة الإنسانية العريضة ، مع مدافعة الضغوط ومحاولات التدخل في شئوننا الداخلية". وووضح البشير أن أبرز ما تحقق في هذا الصدد ، النجاح في تجاوز مساعي تدويل القضايا العالقة مع جنوب السودان باستخدام عصا العقوبات الدولية ، حيث تمكنا من إبقاء الملف في الإطار الإفريقي ، وكثفنا الجهود لتعزيز التفهم الإفريقي لمواقفنا ، وتقوية العلاقات مع الدول الإفريقية كافة ، خاصة دول الجوار المباشر. ولفت الرئيس السوداني عمر البشير لأن الجهود ومواصلة الحوار مع الدول الأوروبية أسفرت عن اختراقات ملموسة عبرت عنها المؤتمرات الاقتصادية لدعم السودان في عواصم أوروبية مؤثرة ، كما حافظ السودان على متانة علاقاته الأخوية مع الدول العربية والإسلامية ودعم الشراكات الناجحة مع الأصدقاء في القارة الآسيوية وشرق أوربا وأمريكا الجنوبية ، كما نجحت الجهود التي بذلها خبراء القانون في منابر حقوق الإنسان في دحض افتراءات وتجنيات المحكمة الجنائية الدولية وعدم قانونيتها وبعدها عن العدالة الدولية.