"إن كان حظي في الحياة قليلها.. فالصبر يا مولاي فيه رضاك" .. هكذا اختار د.محمد يسري سلامة أن ينعي نفسه. هذا الناشط الثوري الذي غالبا ما أثار جدلا بمواقفه وأرائه ،بعد أن أدار دفته في الميدان، فتخلى عن منصبه كمتحدث رسمي في حزب النور السلفي، وانضم إلى حزب الدستور باحثاً عن أحلامه الثورية. ولكن رغم الاختلاف حوله في حياته ،فقد تمكن سلامة من أن يجمع العديد من الفرقاء حوله، بعد أن اتفقوا في نعيه على خلقه واستقامته وحبه للثورة ،سواء كانوا من الدعوة السلفية والإسلاميين أو من الأحزاب الليبرالية الأخرى. وكان من أبرز ما كتب د.سلامة عن نفسه وعن الثورة :"صحيح أنني لم أحصل على أية مكاسب من الثورة بل خسرت أشياء ولكني لست بنادم،اخترت الثورة وكان يمكنني أن أكون عضوا في كل لجنة وبرلمان، وفخور بذلك". وعبر عن الجدل الدائر حوله قائلا ""أحيانا يكتب شخص ما شيئا عني، وغالبا يكون شيئا سيئا، فيكون أول ما أفكر فيه هو الرد، وتتبادر عندئذ إلى ذهني ردود جميلة وكأنها الشعر، قادرة على الإلجام والإفحام، ولكني أعود فأقول: الانشغال بالتفكير في صورتك ومحاولة تبرئتها من أي شيء يُلصق بها هو في حد ذاته دليل مرض، وهو أحد أسباب التردي والتراجع الذي تمر به أمتنا: الشغف الزائد بالذات، والحرص على الصورة الشخصية أظن أن الأعمال هي التي تتحدث عن صاحبها في نهاية الأمر؛ حسنة كانت أم سيئة، وما سوى ذلك لا طائل من ورائه!" ودعا ناشطون علي مواقع التواصل الاجتماعي إلي إقامة صلاة الغائب في كل مكان في نفس وقت إقامة صلاة الجنازة في الإسكندرية بعد العصر والتي اهتم بها العديد من النشطاء السياسيين البارزين فيها ومحبيه. وأحدثت وفاته حالة من الحزن والصدمة بين أوساط النشطاء السياسيين على اختلافهم ،وقامت صفحة خالد سعيد علي موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" بوضع صورته ،كما نعي د.محمد البرادعي الذي كتب "رحم الله محمد يسري سلامة وأدخله فسيح جناته. سيظل حبه لوطنه واستقامة خلقه وانكاره لذاته ودفاعه عن حرية كل مصري وكرامته قدوة لنا جميعا". وكان من أخر فعاليات التي دعا اليه د.سلامة كانت مسيرة في الإسكندرية "ضد احتقار الشعب وامتهان الكرامة الإنسانية علي يد النظام" ضد انتهاكات وزارة الداخلية ،كما شارك مرارا في مظاهرات العاملين بمكتبة الإسكندرية، للمطالبة بالإصلاح الداخلي بها.