تقرير إسرائيلي يكشف تفاوض "أمريكا" و"روسيا" لإنهاء الأزمة "السورية"

ذكرت صحيفة "وورلد تريبيون" الأمريكية أن معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي أصدر مؤخرا تقريرا يوضح فيه أن الولايات المتحدة دخلت في مفاوضات مكثفة مع روسيا لإنهاء الأزمة السورية، بحيث تساعد موسكو في إسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد مقابل حزمة من الحوافز.
وجاء في التقرير الذي بثته الصحيفة بموقعها على شبكة الإنترنت أن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما عرضت على الكرملين مجموعة من الحوافز يتصدرها استمرار التواجد الروسي في سوريا، أو في المنطقة إجمالا، على نحو يتفاوض الطرفين بشأنه.
وأوضح التقرير الإسرائيلي، الذي جاء تحت عنوان "هل تتوصل الولايات المتحدة وروسيا لتفهمات بشأن سوريا ؟"،أن المفاوضات عكست نية اللاعبين الخارجيين، وفي مقدمتهم موسكو وواشنطن، لتوحيد الجهود بهدف إنهاء الوضع المعقد في سوريا، مشيرا إلى أن "حدوث مثل هذا الأمر قبل أن يخرج الوضع في سوريا عن السيطرة، سيحسب لروسيا التي نجحت من خلال الأزمة السورية في لعب دور معقد في المنطقة".
وأفاد التقرير أنه على الرغم من أن المفاوضات بين واشنطن وموسكو بدأت وسط حالة من التراجع للحملة التي تقودها المعارضة السورية ضد الأسد، إلا أن موسكو "قد تستمر في التفاوض مع واشنطن بشأن تعهد الأخيرة باستمرار التواجد الروسي في سوريا، فضلا عن بعض الحوافز الأخرى على الساحة العالمية مثل ملف الدرع الصاروخي في شرق أوروبا وغيره من الملفات".
وأشار التقرير إلى استمرار العمليات العسكرية التي تقوم بها القوات البحرية الروسية في البحر المتوسط قبالة السواحل السورية، قائلا إن موسكو نجحت في تطبيق سياستها خلال الشهور السابقة، والتي استهدفت من خلالها "استثمار الأزمة في سوريا لتحقيق أهدافها الإقليمية، وتحديدا إفشال جهود ما وصفه التقرير بالمحور الأمريكي - السني لطرد روسيا من الشرق الأوسط، وأهدافها الدولية التي تمثلت في تحويل الأزمة السورية إلى أداة لرفع الضغوط على واشنطن من أجل الحصول على بعض التنازلات الأمريكية في بعض القضايا الحيوية لروسيا".
وأوضح التقرير أن الكرملين لم يعد يستبعد ابتعاد الأسد عن سدة الحكم وقيام نظام جديد في دمشق،غير أن تعاونه مع واشنطن في هذا الصدد يبقى مرهونا بحزمة من القضايا الهامة، ومنها تعليق نشر الدرع الصاروخي في شرق أوروبا.
وأفاد التقرير الإسرائيلي بأن عدم التوصل لتسوية بين الولايات المتحدة وروسيا خلال الاتصالات الحالية بشأن الأزمة السورية سيجعل الباب مفتوحا أمام روسيا للحديث عن الإعداد لتقسيم سوريا.