حذرت صحيفة "النهار" اللبنانية من انفجار الوضع الداخلي في لبنان، واعتبرت أن الأمور بلغت حدها الأعلى. وأوضحت الصحيفة في مقال لها الأحد 17 مارس، أن لبنان دخل فعلا دائرة الخطر الحقيقي، خصوصا مع بدء انقلاب موازين القوى على الأرض في سوريا، ووصول حكومة الثنائي "حزب الله" - بشار إلى حائط مسدود على كل الأصعدة، من الأمن إلى السياسة فالاقتصاد، علاوة على حالة احتقان لم يسبق لها مثيل في الداخل المذهبي، ولاسيما بين السنة والشيعة على خلفية شعور الأوائل بأنهم يتعرضون لظلم كبير مصدره سياسة "حزب الله" في البلد، واستيلاؤه على السلطة الفعلية، وقيامه باستتباع مؤسسات الدولة، واختراقه الجسم السني السياسي عبر الرئيس نجيب ميقاتي وآخرين. جعل ذلك الطائفة الأولى عدديا ترى أنها عدا التاريخ الطويل من الاضطهاد الذي عانته أيام الوصاية الاحتلالية السورية، تتعرض لمرحلة جديدة من الإلغاء السياسي والمعنوي والوطني على يد "حزب الله" المهيمن على البلاد، والعامل على تحويلها مستعمرة إيرانية بالمعنى الاستراتيجي. واختتمت بالقول إذا لم يسارع المسئولون المباشرون عن هذا الوضع المخيف إلى التعقل، خاصة "حزب الله" بالتحديد، فإننا سائرون إلى شلالات من الدم، وسنفيق ذات يوم ولبنان غارق في بحر من الدماء. مما يستوجب استقالة حكومة القتلة حسب الصحيفة واستبدالها بحكومة وحدة وطنية إنقاذية، ثم إطلاق دورة حوار وطني جدية عنوانها "الإستراتيجية الدفاعية" على قاعدة إمساك الدولة بإمرة السلاح كاملا، وضع برنامج عاجل لاستيعاب سلاح "حزب الله" بالتزامن مع حملة وطنية لنزع كل سلاح غير شرعي من جميع اللبنانيين، من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب. أما الانتخابات وغيرها، فهي ثانوية أمام هذا التحدي المتمثل ببلوغنا خط النهاية.