احتفلت الطائفة الكاثوليكية بمصر - الثلاثاء 12 مارس- بتنصيب الأب إبراهيم إسحق، بطريركاً جديداً لها، خلافاً للبطريرك أنطونيوس نجيب الكاردينال السابق الذي قدم استقالته لظروف صحية. ترأس الحفل - الذي بدأ الساعة الحادية عشر صباحاً- مطران الأقصر الأنبا يؤانس زكريا، وسط حضور كبير لعدد من الشخصيات العامة ورؤساء الكنائس، يتقدمهم كبير الياوران اللواء عبد المؤمن عبد البصير، مندوباً عن الرئيس د.محمد مرسي، بابا الإسكندرية وبطريرك الكنيسة الأرثوذكسية قداسة البابا تواضروس الثاني، مستشار شيخ الأزهر د.محمود عزب، ممثلاً عن الإمام الأكبر د.أحمد الطيب، عمر فاروق ممثلاً عن فضيلة المفتي، مرشحا الرئاسة السابقين عمرو موسى وحمدين صباحي، مساعد رئيس الجمهورية السابق د.سمير مرقس، اللواء محمد العصار، اللواء أركان حرب بدر طنطاوي، مندوبين عن وزير الدفاع والإنتاج الحربي الفريق أول عبد الفتاح السيسي، محافظ الجيزة د.علي عبد الرحمن، العميد حسام نبيل من هيئة الأمن القومي، العميد شعبان خليفة من الأمن الوطني، وكل من د.يحيى الجمل، منير فخري عبد النور، رفعت السعيد، د.أحمد سعيد، جورج إسحاق، فينيس كامل جودة، عماد جاد، عمرو حمزاوي، سفير نور، ورامي لكح.
وحضر من رؤساء الطوائف نائب رئيس الطائفة الانجيلية القس د.أندرية زكي، رئيس الكنيسة الأسقفية بمصر د.منير حنا، مطران اللاتين عادل زكي، مطران الموارنة جورج حنا، وبطريرك الروم الكاثوليك غريغوريوس لحام. بعد ذلك دخل موكب يضم أساقفة الكنيسة يتقدمون البطريرك الجديد وسط الحضور، وتقدموا للمذبح وأحاطوا به، حيث كان الأنبا إبراهيم ساجداً أمام المذبح وسط الأساقفة، وقام الأنبا يوحنا قلتة النائب البطريركي بقراءة صلاة التجليس، وتم وضع الأيدي عليه وتلبيسه الزي البطريركي، ووضع التاج على رأسه و قام هو بأخذ عصا الرعاية والصليب من على المذبح، وسلمه الأساقفة يوحنا قلته ويوسف أبو الخير مطران سوهاج وبطرس فهيم المعاون البطريركي التقليد الكنسي، ليصبح البطريرك الجديد للكنيسة الكاثوليكية بمصر. وقاموا بإهدائه الكتاب المقدس وتقبيل يديه دليلاً على تقديم الحب والطاعة باعتباره رأس الكنيسة الذي اختير من الله. وقام البطريرك الجديد بقراءة آيات من الكتاب المقدس عن الرعية والراعي الصالح. وألقى قداسة البابا تواضروس الثاني، كلمة تهنئة أكد فيها على أن كلمة بطريرك تعني رئيس أباء ويتفق عمله في ثلاث نقاط وهي : الأبوة بكل ما تعنيه، والعطاء، والمحبة، التي تنسكب في قلوبنا بعمل الروح القدس والخدمة التي تعني أن نكون عند الأقدام و خدمة البشر بكل طوائفه. ثم قام بإهداء الأنبا إبراهيم البطريرك الجديد، أيقونة ذهبية للسيدة العذراء. وألقى البطريرك الجديد كلمة قدم فيها التحية لأبناء مصر من الأخوة المسلمين، قائلاً:" لقد صنعنا تاريخاً مشتركاً معاً ويجمعنا مستقبل واحد يدعونا أن نوحد جهودنا للتعايش المشترك المبني على المواطنة والمساواة في الحقوق والواجبات". وقدم شكره وتقديره العميق للأزهر الشريف كمنارة للإسلام الوسطي المعتدل ومساهمته من أجل لم شمل المصريين والتعايش المشترك، قائلاً:" دعونا ألا نستسلم لمشاعر اليأس والإحباط والخوف، فلا نخاف من بعضنا البعض بل نخاف على بعض، ولا نخاف في وطننا بل نخاف على وطننا ولا يسعى أحد إلى مصلحته الشخصية، بل نسعى إلى مصلحة الجميع". ودعا إلى الصلاة من أجل رئيس الجمهورية و القائمين معه أن يعطيهم الله حكمة في إدارة البلاد . وتحدث البطريرك إبراهيم إسحق - في كلمته - عن المصالحة مع الذات ومع الآخرين ومع الله، حتى يمكن بناء الإنسان والعمل كفريق لخدمة الوطن. وأوضح أنه نشأ في أسرة بسيطة مكافحة وسط شعبها النبيل، مثل كل الأسر المصرية، يعشق تراب هذه الأرض الطيبة، وارتوى من نبع الأصالة وغرس فيه روح الانتماء لمصر، والاعتزاز بأهلها. ضجت قاعة كنيسة السيدة العذراء بالتصفيق الحاد، بمجرد دخول قداسة البابا تواضروس بطريرك الكنيسة المرقسية على و فد من الكنيسة الأرثوذوكسية، للمشاركة في تنصيب البطريرك إبراهيم إسحق للكنيسة الكاثوليكية، لأول مرة في تاريخ الكنيسة، وقام بالصعود إلى المذبح لمصافحته وتقبيله أمام الحضور.