أكد وزير الدفاع الفرنسي جون-إيف لودريان الجمعة 8 مارس، أن القتال يدور حاليا وجها لوجه بين القوات الفرنسية والجماعات الإسلامية المسلحة في شمال مالي. وقال لودريان الذي يزور مالي حاليا في مقابلة مع إذاعة "أوروب 1" من باماكو - "نحن نتعامل مع إرهابيين مسلحين، مما يتسبب في معارك كبرى"، مشيرا إلى أن القوات الفرنسية تلحق أضرارا كبيرة بهم "للجماعات الإسلامية". وأضاف أنه وعمليا فإن المعارك تجرى وجها لوجه وعلى الأرض في "ظروف قاسية"، مشيدا بتصميم واحترافية القوات الفرنسية المشاركة في العملية العسكرية الجارية في شمال مالي. وأعرب الوزير عن اعتقاده أن القوات الفرنسية قامت بالكثير من العمل في مالي "ولكن المهمة لم تنته بعد حيث لا يزال هناك جيوب للمقاومة الإسلاميين في الشمال"، موضحا أنه يتبقى أيضا "تأمين" مدينة جاو في شمالي البلاد. وفى سياق آخر، أعلن لودريان أنه سيتم قريبا تسليم "الجهادي الفرنسي" المحتجز حاليا في مالي، مؤكدا أن عدد الفرنسيين "الجهاديين" الذين انضموا إلى صفوف المقاتلين الإسلاميين تراجع . وأوضح أن هناك أثنين من الفرنسيين، الأول تم تسليمه أمس الخميس ولم يكن في صفوف المقاتلين، والآخر هو معتقل مع ستة آخرين من الجهاديين "دون تحديد جنسياتهم" في منطقة أدرار إيفوجاس . وأشار إلى أن هناك في شمال مالي نوعا من تأسيس "خلية إرهابية للحرب" التي يمكن أن تستوعب بعض الشباب الذين يسعون إلى الراديكالية، كما فعل البعض "في أفغانستان أو سوريا ". وردا على سؤال بشأن مقاتلي تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، شدد لودريان على أن المجموعات الإسلامية "لا تزال كثيرة جدا" في شمال مالي، مضيفا أن هناك عمليات عسكرية إضافية تجرى في هذه اللحظات في الجبال في شمال مالي. وكان وزير الدفاع الفرنسي قد وصل صباح أمس في زيارة مفاجئة إلى منطقة إيفوجاس شمال شرق مالي حيث يشن الجيشان التشادي والفرنسي هجوما مشتركا على مجموعات إسلامية متطرفة. وذكرت الوزارة في بيان صحفي أن لودريان سيعقد خلال زيارته الحالية إلى مالي سلسلة من اللقاءات في العاصمة باماكو مع نظيره المالي العقيد أركان حرب ياموسا كامارا، كما يستقبله في وقت لاحق اليوم الرئيس المالي ديونكوندا تراوريه ورئيس الوزراء سيسوكو جانجو. وبحسب البيان فإن الوزير سيتوجه في ختام زيارته لمالي إلى بوركينا فاسو التي تشارك بوحدة عسكرية في إطار القوة الإفريقية المشتركة للتدخل في مالي.