حكاية الفاتنة وأمها..

أنا شابة عمري 38 عاما .. يقولون عني أنني حسناء فاتنة وجذابة ودمي خفيف وإبنة ناس طيبيين وناجحة في حياتي العملية ومرتاحة ماديا ..
ولكنني لم أتزوج بعد..
والحقيقة سيدي أن سبب مشكلتي الرئيسي هي أمي فمنذ طفولتي وهي تغرس في نفسي أنني الأجمل والأفضل وأنه لا يوجد رجل يستحقني أصلا..
لذلك رفضت طابورا طويلا من العرسان الممتازين فمنهم الطبيب والصحفي والمهندس ورجل الأعمال فقد كنت أريد عريسا تفصيل بكل المعايير..
كنت أريده طويلا وسيما ثريا حنونا مهذبا كريما مخلصا .. باختصار شديد كنت أريد ملاكا في هيئة آدمية..
وبمرور الوقت والسنين أخذت أتنازل عن شروطي شرطا شرطا فيما يتقلص عدد العرسان المتقدمين للزواج بي باطراد..
لقد علمتني أمي كيف أقول لا باستمرار للرجال ورغم تراجع شروطي فمازلت وعند أول فرصة أقول لا .. أنا مرتبكة فماذا أفعل؟
عزيزتي.. أحيانا تكون لا حتمية ولكن أن تصبح دائمة فهذه حماقة.. لقد أضرتك والدتك كثيرا وتسببت في فشل حياتك العاطفية عندما خلقت في داخلك نعرة أنك الأفضل والأجمل وليس لك نظير.. فالجميلة هناك من هو أجمل منها والأجمل هناك من هي أجمل منها والسلسلة لا تنتهي .. والجمال الحقيقي هو جمال الروح والنفس فالتواضع من أجمل الصفات التي تفتح القلوب المغلقة.. واعلمي انك لن تجدي الرجل الكامل فهو في النهاية انسان من لحم ودم وليس ملاكا كما أنه ليس شيطانا.. وفقك الله الى ما فيه الخير
لمراسلة الباب
wbadran3@yahoo.com