يوافق الثلاثاء 12 فبراير، ذكرى اغتيال الإمام حسن البنا، مؤسس حركة الإخوان المسلمين والمرشد الأول للجماعة في مصر. ورغم مرور أكثر من خمسين عاماً على اغتيال حسن البنا في القاهرة لم تحسم المسؤولية عن اغتياله من خلال تحقيق رسمي، ولكن هناك اتفاق بين المؤرخين على أن الحكومة والملك فاروق ملك مصر في ذلك الوقت هم المسئولون عن العملية انتقاما لمقتل رئيس الوزراء المصري محمود فهمي النقراشي، على يد أحد أعضاء جماعة الإخوان المسلمين قبل اغتيال البنا بفترة قصيرة. وجاء اغتيال البنا بعد إصدار الحاكم العسكري العام قراراً في السادس من ديسمبر سنة 1948 بحل جماعة الإخوان المسلمين بكل فروعها في البلاد ومصادرة أموالها وممتلكاتها. كان سيناريو اغتيال البنا كالتالى: سيارة تنتظر الشيخ البنا أمام باب جمعية الشبان المسلمين، يخرج حسن البنا برفقة اثنين .. كان المشهد فى شارع الملكة نازلي " شارع رمسيس حاليًا بقلب القاهرة" مختلفا بعض الشىء، فأعمدة الإنارة مطفأة، ولا أثر لعربات الترام .. هدوء غير معتاد فى هذا الشارع الحيوي، ولم ينتبه أحد إلى السيارة السوداء التى كانت تقف إلى الجانب الآخر من الطريق. جلس البنا فى المقعد الأيمن من السيارة، لم يتحرك التاكسي على الفور لكنه انتظر قليلًا من دون سبب محدد، ثم تحرك ببطء لمسافة خمسة أمتار تقريبًا، وفجأة ظهر رجلان يعبران الطريق جريًا، اتجه أحدهما صوب حسن البنا يحمل مسدسًا وأطلق النار عليه، وحاول البنا الإمساك بالرجل لكنه عاجله بضربة قوية أعادته إلى مكانه وأطلق عليه رصاصة أخرى من مسافة تقل عن مترلقى مصرعه على إثرها. وقد تخرج البنا من دار العلوم عام 1927م ثم عين مدرساً في مدينة الإسماعيلية عام 1927م، أسس جماعة الإخوان المسلمين في مصر عام 1928م، وترك مهنة التدريس في عام 1946م ليتفرغ لإدارة جريدة الشهاب، حتى تم اغتياله في 12 فبراير عام 1949م. وتأتي ذكرى استشهاد البنا مع استمرار ربيع الثورات العربية، التي تمثل الموجة الثانية من موجات تحرير الشعوب العربية، التي بدأت في منتصف أربعينيات القرن الماضي بالثورة اليمنية، ثم ثورة يوليو 1952م في مصر، ثم تلتها بلاد المغرب العربي وسوريا، لكن هذه الثورات بالرغم من إعلانها مبادئ تحقيق أحلام الشعوب إلا أنها فشلت في تحقيق أهدافها التي قامت من أجلها.