فى ظل حالة الضبابية التى تسود الشارع المصرى الآن، وفى ظل التصريحات المقتضبة من أغلب المسؤولين. استطاعت بوابة أخبار اليوم إجراء هذا الحوار مع د. بسام الزرقا المستشار السياسى للرئيس ونائب رئيس حزب النور السلفى..فإلى الحوار: *برأيك من المسؤول عن حالة الانقسام الحادة بين مؤيد للإسلاميين ومناهض لهم؟ **مصر تشهد هذا الصراع منذ عقود، بين المشروع الإسلامى والمشروع العلمانى، وكل فريق يرى أن له حصة من الأنصار بين جموع الشعب المصري، لذلك أعتقد أن الشهور المقبلة ستكون هى عنوان الحقيقة بين من يمثل الهوية الحقيقية للشعب المصرى. *تعليقك على ما يحدث فى الشارع الآن بحجة تحقيق مطالب الثورة؟ **يجب علينا جميعا أن نسعى لتحقيق أهداف الثورة..عيش ..حرية..عدالة كرامة إنسانية، هذا هو مطلب الجميع؛ لكن البعض يريد أن يستغل هذا الشعار البراق ليبرر استخدام وسائل العنف كالمولوتوف وقذف قوات الأمن بالحجارة، وفى الحقيقة هؤلاء يسعون إلى الهدم، ولا يسعون لتحقيق مطالب الثورة..وما أتمناه ألا يعطى الثوار الحقيقيون الذين يسعون إلى تحقيق مطالبهم الفرصة للفوضويين الذين يريدون جر مصر إلى الخلف وتخريب الاقتصاد. *ألم تكن هناك خطة من القوى الإسلامية لتمرير الذكرى الثانية للثورة؟ **كلمة تمرير مريبة، لأن التمرير يكون للأمور الممنوعة، لكن لتمضى هذه الأيام بما يحقق الخير لمصر، فكان يجب أن تكون ذكرى الثورة دفعة قوية فى طريق بناء مصر التى نريد، أما الاشتراك فى شيء واحد فواضح بعد انسحاب حزب النور من مجلس الشورى اعتراضا على أفعال الأغلبية من حزب الحرية والعدالة..أننا نتحرك من أجل المصلحة، وإذا تعاونا مع أحد فسيكون من أجل الخير، أما التعصب المقيت لأى أحد فهذا غير موجود فى قاموسنا، فعندما يوجد الخير نؤيد، وعندما نرى الباطل نعارضه. *ما تأثير ما يحدث على المستقبل الاقتصادى المصرى؟ **مصر تملك إمكانيات ضخمة لنهضة اقتصادية كبيرة، وقد وردتنا تقارير اقتصادية محايدة تؤكد أن مصر خلال العشرين عاما القادمة، يمكن أن تصبح من القوى الاقتصادية الكبرى، ليس فقط على مستوى إفريقيا وإنما على مستوى أكبر من ذلك بكثير، لكن المهم البداية التى لها شقان : شق سياسي، وواضح جدا محاولات البعض إشاعة الاضطراب السياسى الذى يؤثر بقوة على العجلة الاقتصادية ، والآخر اقتصادى حيث لابد أن تكون لدى الحكومة رؤية أولا لتكون لديها مهمة ، يمكن من خلالها أن يكون هناك توجه استراتيجى للنهضة الاقتصادية ، أما التحرك بعشوائية على طريقة قرض من هنا واستثمار من هناك، فهذا يجعل الأمور غير واضحة. *ما ردك على من يتهمون النور بالتبعية للحرية والعدالة..بعد وجودك مستشارا للرئيس، ووجود د.عماد عبدالغفور من قبل مساعدا له؟ **د.عماد استقال من الحزب كما تعلم، وبالنسبة لى فالناس لا تعلم طبيعة عمل المستشارين فنحن لسنا أوصياء على الرئيس بحيث يجب عليه أن ينفذ كل ما نقول، ولسنا فى الوقت نفسه موظفين فى الرئاسة، نحن فقط مستشارون، نُستشار فى بعض المسائل، فى بعض الأوقات، ورأينا استشارى يؤخذ به أو لا يؤخذ به، وحركتنا غير محكومة بالتوجه الرئاسى، ولا نستطيع أن نتحدث فى شىء باسم الرئاسة، وربما لأن هذا الأمر جديد على الناس لذلك يصعب على الناس استيعابه. *ولكن هناك من يضع على عاتق المستشارين بعض القرارات الرئاسية التى أثارت خلافات فى الشارع السياسى؟ **هذا نتيجة - كما قلت – لأن الناس لا تعرف طبيعة عمل الكادر الاستشاري وبالتالى تلصق بهم كل الأفعال وهذا خطأ إلى حد ما، فمثلا الإعلانان الدستوريان الأول والثانى، أنا شخصيا لم أستشر فى أىّ منهما، فنحن لا نُستشار فى كل شىء، خاصة وقد اعتبروا هذا من الشئون القانونية الخاصة بالدستور، وتمت استشارة مجموعة خاصة، بل وقد كانت لى تحفظات على المادتين الثانية والسادسة، وكانتا من أكثر المواد إثارة للجدل. *لماذا لم تؤد جلسات الحوار إلى نتائج إيجابية حتى الآن؟ **من الواضح أن هناك من يريد تصعيد حالة الاستقطاب، لرفضه جميع أشكال الحوار إلاّ بشرط مسبق ووحيد، وهو تحقيق مطالبه قبل الحوار..ولكن مازالت هناك مبادرات للحوار والبعض يستجيب، والبعض الآخر يضع العصا فى الدواليب كما يقولون. *ما تعليقك على عدم اختيار أعضاء حزب النور فى التعديل الحكومى الأخير؟ **ليس حزب النور فقط..إنما كل القوى بلا استثناء لم تُمثل فى الحكومة. *تقييمك لأداء حكومة د.هشام قنديل فى مرحلتيها؟ **كان يتصور إما أن تكون حكومة أغلبية، أو تكون حكومة تكنوقراط، أو أن تكون حكومة ائتلافية موسعة بحيث تُناسب المرحلة..والحكومة الحالية لا تخضع لأىّ من هذه التقسيمات، لذلك تشكيلها فى نظرى لا يخضع لمنطق، وأرى أنه غير موفق فى هذه المرحلة. *ألا ترى أن هذا التشكيل غير المنطقى قد يؤثر على شعبية الرئيس؟ **الناس تفصل بين الحكومة والرئاسة، وتنتظر من الحكومة أن تقوم بواجباتها، وكذلك من الرئاسة أن تمهد المناخ للحكومة داخليا، وأن تقوم بما يخدم المصلحة المصرية فى الخارج.