اعتبر الكاتب الأمريكي "توماس فريدمان"، أن حقيبة الخارجية الأمريكية باتت بمثابة أفضل وأسوء منصب قد يتولاه أحد في ظل الظروف والأوضاع الراهنة التي يمر بها العالم. ودعا فريدمان، وزير الخارجية الجديد جون كيري، لكسر القواعد التي بات متعارف عليها وتجربة حل جذري جديد. واقترح الكاتب الأمريكي - في مقال له أوردته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية - الأربعاء23 يناير، خطة جديدة لوزير الخارجية الأمريكي، تتمثل في محاولة تجربة حل جذري جديد يتضمن تهيئة الظروف لدبلوماسية لا وجود لها الآن من قبل القادة في جميع أنحاء العالم، وتكون موجهة مباشرة إلى الشعوب، للتعامل مع قضية البرنامج النووي الإيراني والصراع الفلسطيني الإسرائيلي. وحث فريدمان وزير الخارجية "كيري" على كسر القواعد، بمعنى أنه بدلا من التفاوض مع قادة إيران سرا، - والذي لم ينتج عنه أي نتيجة تذكر- والسماح للقادة الإيرانيين بالتحكم في كيفية سير الأحداث، أن يبدأ بالتفاوض مع الشعب الإيراني نفسه. وأضاف فريدمان، "يجب على الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن يقدم للشعب الإيراني عرضاً بسيطا على الطاولة، على أن يكون باللغة الفارسية ليفهمه جميع الإيرانيين، و يتضمن سماح الولاياتالمتحدة وحلفائها لإيران بالحفاظ على قدرة تخصيب اليورانيوم للأغراض المدنية، شريطة الموافقة على تواجد مراقبي الأممالمتحدة والقيود التي من شأنها أن تمنع طهران من تجميع القنبلة النووية". ورأى فريدمان أنه لا ينبغي الاكتفاء بطرح هذا العرض علنا، ولكن يجب أيضا التوضيح للشعب الإيراني بأن السبب الوحيد وراء انخفاض العملة الإيرانية، والتضخم، وتزايد نسبة البطالة،وإعاقة التجارة العالمية، ومخاطر الحرب التي تلوح في الأفق، هي نتاج لعدم قبول قادتهم باتفاق يسمح لإيران بتطوير طاقتها النووية المدنية، ولكن ليس على شكل قنبلة، فإيران تريد لشعبها الاعتقاد بأنه لا أحد يشاركها الوصول إلي اتفاق نووي مدني، وهو ما يمكن أن تثبت الولاياتالمتحدة عكسه. وأكد الكاتب الأمريكي "توماس فريدمان" بالنسبة للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على ضرورة أن يعرض وزير الخارجية على الرئيس الفلسطيني محمود عباس ما يلي،" أن الولاياتالمتحدة ستعترف بالسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، كدولة فلسطينية مستقلة،وتدعم عضويتها الكاملة بالأممالمتحدة وتعيين سفير أمريكي إلى رام الله، شريطة أن يقبل الفلسطينيون مبدأ "دولتين لشعبين"- دولة عربية ودولة يهودية وفقا لقرار رقم 181 للجمعية العامة للأمم المتحدة- والموافقة على أنه سيتم التفاوض بشأن الحدود الدائمة، والأمن وتبادل الأراضي مع إسرائيل مباشرة". وتابع فريدمان، "وأن يتم التفاوض على وضع اللاجئين بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية، التي تمثل جميع الفلسطينيين داخل وخارج فلسطين"،مشيرا إلى أن غزة تعد الآن دويلة ولن يتم الاعتراف بها كجزء من فلسطين إلا عندما تعترف حكومتها بإسرائيل وتنبذ العنف وتنضم للضفة الغربية. وشدد على أن الوقت الحالي هو الأفضل لوضع نهاية لهذا الصراع الدائر، نظرا لأنه ليس من المتوقع حدوث انفراجة بين إسرائيل وفلسطين،ما لم تعترف الأغلبية الصامتة على كلا الجانبين بأن لديهم شريكاً في الأرض، لافتا إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس عباس لم يظهر كلاهما أي التزام حقيقي لتعزيز الشروط المسبقة من أجل إرساء السلام، إضافة إلى أن الدبلوماسية الأمريكية السرية تبدو بمثابة دمية في أيديهم. وأقر بأن واشنطن بحاجة إلى إنهاء هذه المهزلة من خلال محاولة التأكيد للإيرانيين والإسرائيليين والفلسطينيين، على أن لديهم خيارات حقيقية لا يريد قادتهم أن يطرحوها علنا لهم، مشيرا إلى أن الانتخابات الإسرائيلية التي جرت الثلاثاء 22 يناير، أظهرت أن معسكر السلام في إسرائيل لا يزال متواجد ويلعب دورا هاما. وخلص الكاتب الأمريكي "توماس فريدمان" -في ختام مقاله بصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية- إلى أن الوقت قد حان بالنسبة للإدارة الأمريكية للبدء بالتعامل كقوة عظمى، لاسيما وأنه بات من المستحيل إضاعة المزيد من الوقت مع حلفاء أو أعداء قد يخدعوها.