أبرزت صحف الإمارات، السبت 19 يناير، الوضع المتأزم في العراق بعد دخول مسلسل التفجيرات والاغتيالات على خط الأزمة السياسية، إلى جانب التصعيد الاستيطاني في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وكتبت صحيفة "البيان" في افتتاحيتها تحت عنوان "دخان الأزمة ونار التفجيرات" تقول "إن مسلسل التفجيرات والاغتيالات دخل في العراق على خط الأزمة السياسية ليعطي بعدا جديدا لما يحدث منذ ثلاثة أسابيع من جدل سياسي وتظاهرات في الشارع بين مؤيد ومعارض لرئيس الوزراء نوري المالكي وكل طرف يلقي بالمسئولية على الآخر. ولفتت إلى أن الخاسر الأكبر المواطن العراقي الذي قد يلجأ إلى معاقبة بعض الكتل السياسية من خلال الإحجام عن المشاركة في انتخابات مجالس المحافظات القادمة. وأكدت "البيان" أن العراق في حاجة إلى أسس جديدة لتعيد بناء النظام السياسي، وثبت بالتجربة خلال العقد الماضي أن الأسس التي بني عليها فاشلة وغير قادرة على الصمود وبناء الدولة الحديثة، وآن الأوان لتفاهم داخلي والبدء بخطوات عملية يتم الاتفاق عليها. وشددت الصحيفة على أنه يجب على كل السياسيين تحمل المسئولية لحين تسليمها إلى الشعب العراقي الذي سيقف قريبا مرة أخرى على أعتاب صناديق الاقتراع ليختار ممثليه في مجالس المحافظات، وإلا فإن الانهيار سيصيب الجميع بالضرر. ولم تغب القضية الفلسطينية عن التغطية الخارجية لصحف الإمارات ، حيث كتبت صحيفة "الخليج" تحت عنوان "كفى" تقول "لم يكن الأمر يحتاج إلى إعلان صريح من رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو بأنه لن يفكك أية مستوطنة يهودية في الضفة الغربيةالمحتلة إذا ما فاز بالانتخابات التشريعية التي ستجري الثلاثاء المقبل. وأضافت :" إن نتنياهو يوسع الاستيطان بشكل ملحوظ ليس من أجل وقفه أو تفكيك ما يتم تشييده بل ليجعله أمرا واقعا ؛ لأنه في الأساس لا يؤمن بقيام دولة فلسطينية ويعد كل الأراضي الفلسطينية امتدادا لأحلامه الصهيونية القائمة على الاحتلال والعدوان والعنصرية والحقد والكراهية ورفض الآخر". وأوضحت الصحيفة أن فوز نتنياهو يكاد يكون مؤكدا مع صعود اليمين المتطرف الذي يرفض الاعتراف بالحقوق الفلسطينية ، وهذا الصعود مرتبط أساسا بهذه السياسات المعادية للفلسطينيين. وترى "الخليج" أن الحديث عن المفاوضات والتسوية بعد تصريحات نتنياهو يصبح بلا قيمة ؛ لأن العودة إلى المفاوضات بأي شكل من الأشكال في ظل الإصرار على مواصلة الاستيطان تعد مضيعة للوقت. وخلصت الصحيفة إلى أنه يجب على السلطة الفلسطينية إعادة النظر في سياساتها، وطريقة التعامل مع الكيان الصهيوني بشأن التسوية والخروج من الحلقة المفرغة التي وضعت نفسها فيها بالعودة إلى أساسيات الصراع. وأشارت إلى أن هذا الأمر يقتضي تسريع عملية المصالحة والوحدة الوطنية مع مختلف القوى الفلسطينية ووضع استراتيجية جديدة تقوم على حشد كل الطاقات الفلسطينية والعربية. واهتمت الصحف القطرية بالاضطرابات في لبنان، حيث رأت صحيفة "الوطن"، أن النيران التي تندلع من وقت لآخر في طرابلس اللبنانية دليل على التوتر الشديد في المنطقة.. مشيرة إلى حادث التفجير وإطلاق النار الذي إستهدف بالأمس وزير الشباب والرياضة اللبناني فيصل كرامي. وكتبت تحت عنوان "لبنان ..الوقت لتحكيم العقل "، تقول "الوزير كرامي كان حكيما عندما قال، إن إطلاق الرصاص لم يكن يعنيه بالتحديد وموكبه يمر عبر منطقة ساخنة، كما أن رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي كان كذلك على قدر الإحساس بالمخاطر وهو يطالب اللبنانيين جميعا بتفويت الفرصة على كل الذين يحاولون إبقاء لبنان على الفوهة بإثارة تلك الأزمة التي يريد نظام الرئيس السوري بشار الأسد تصديرها إليهم. وأشادت الصحيفة بالدور القطري في الأزمة اللبنانية منذ سنوات، عندما تدخلت بين الفرقاء ودعتهم للحوار..مؤكدة أن لبنان يجب أن يكون هو الشعار الذي ينبغي على اللبنانيين باختلافاتهم المذهبية والسياسية والفكرية أن يرفعوه جميعا وهم يرون ما يحدث في سوريا ومحاولات تصديره إلى وطنهم بل وإلى المنطقة كلها. وأعربت الوطن في ختام افتتاحيتها عن ثقتها في وعي اللبنانيين وأنهم قادرون على تجنب الانزلاق نحو هوة النيران التي تتأجج في سوريا.