مأساة إنسانية جديدة عاشها أهالي شارع الرحاب بمنطقة المعمورة صباح الأربعاء 16 يناير، بعد انهيار عقار مكون من 8 طوابق مأهول بالسكان أسفر عن مقتل 17 وإصابة 10. حالة من الهلع أصابت سكان المنطقة وتحولت المعمورة الي خلية نحل حيث شارك المئات من المتطوعين مع قوات الامن لازالة الانقاض وانتشال الجثث . ومن داخل مستشفى طوسون للتأمين الصحي تجلس سيدة عشرينية بجوار شقيقها الصغير "مؤمن حافظ أحمد، المصاب في العقار المنهار "والدموع تنهمر من عينيها وتقول "بنتي ماتت كانت بين إيديا وضاعت مني " بهذه الكلمات بدأت والدة الطفلة روجينا أشرف ربيع، صاحبة العام والنصف التي لقيت مصرعها أسفل انقاض العقار المنهار. لم تتمالك الأم دموعها من الانهيار كأنها شلال مياه، لم تتوقع أنها ستستيقظ علي مأساة يروح ضحيتها طفلتها الصغيرة وشقيقها أحمد حافظ محمد الذي جاء في زيارة لها هو ووالدها وشقيقها الاكبر أحمد حافظ أحمد الذي مات ايضا في العقار ..تصمت لحظات ثم تقول أنها كانت تقطن في الطابق الثامن من العقار المنهار وهي متزوجة من أشرف ربيع الذي يرقد في الطابق الاسفل ايضا مصابًا. وتحكي السيدة المكلومة لحظات إنهيار العقار فتقول :" في اللحظات الاولي للصباح سمعنا دوي أصوات غريب فهرعنا لنتبين ما هو الامر ووجدنا أن العقار أنها بالكامل ". وتتابع :" أبنتي كانت في حضني ولكني في لحظة فقدتها وماتت ", مشيرة الي أن العقار به مشاكل في الصرف الصحي وعيوب إنشاء وأن سكان العقار تفاوضوا علي إصلاح تلك الاعطال خشية علي أرواحهم ولكن العقار إنهار . وفي الطابق الاسفل للطفل مؤمن يرقد أشرف ربيع 30 سنة يعمل نجار زوج أم لوجينا والذي لم يعرف نبأ وفاة أبنته حتي لقاءنا له ..ويقول غنه اشتري شقة بالعقار منذ ما يقرب ثلاث سنوات وتزوج بها , لافتا الي أنه إكتشف بعد ذلك أن العقار به عيوب إنشائية . ويوضح أنه أعتقد في البداية أن سقوط العقار هو مجرد أمطار ولكنه عندما خرج من الشرفة رأي المشهد المأسوي لانهيار العقار مشيرا الي أنه فقد كل ما يملك داخل العقار ولا يوجد أي مأوي له. ويتابع:"عندما خرجت من تحت الانقاض نقلني أحد المواطنين في سيارته الي المستشفي ولا أدري ما حدث بعد ذلك ".