وسط تجاهل وصمت عربي دولي، تدور كارثة إنسانية في منطقة دارفور بالسودان، حيث تعرضت 18 قرية سودانية بمحلية "السريف بني حسين"، بدارفور لإبادة جماعية. وتعرضت 14 قرية لإبادة جزئية وقتل وجرح واحرق العشرات من السكان المحليين جراء الاشتباكات العنيفة التي اندلعت منذ يوم السبت الماضي بمنطقة جبل منجم الذهب "بجبل عامر". وأجبرت الاشتباكات 5 آلاف نازح على ترك قراهم، إضافة إلى أكثر من "60" ألف منقباً عن الذهب اضطرتهم الاشتباكات للفرار مشياً على الأقدام إلى مناطق "السريف " و"كبكابية" و"سرف عمرة". وقال شهود عيان أن أبناء القرى من الأطفال والنساء والشيوخ يقتلون ويحرقون بدم بارد ، مع حيواناتهم ، وبيوتهم. وأرسلت بعثة الأممالمتحدة في دارفور" اليوناميد – الثلاثاء 8 يناير- 2 طائرة هليكوبتر لإخلاء المصابين ونقلت 23 مصاباً إلى مدينة الفاشر عاصمة إقليم دارفور.
وقال مصدر مسؤول أن الهجوم تقوده عصابات نيالة والجنبة وأزالنجي، أفريقية الأصول، على قبيلة "بنى حسن" عربية الأصول. وأضاف المصدر السوداني المحلي المسؤول أن حكومة الخرطوم تتجاهل الأحداث الكارثية ، وأقصى ما سمعناه هو تصريح والي دارفور الذي أكد فيه أنه يجري مباحثات مع الحكومة السودان لاحتواء الأوضاع الإنسانية المتفاقمة، وتدبير أماكن للنازحين، وهو ما لم يحدث منه شيئاً حتى الآن . وقال مصدر مسؤول أن تجاهل حكومة الخرطوم المريب للكارثة يضع علامات استفهام كبيرة، مشيراً إلى أن حاكم شمال دارفور حضر بطائرة الأممالمتحدة إلى سرف عمره، بعد خمسة أيام من الاشتباكات لتفقد الأحوال ومحاولة إيجاد حلول مع الأطراف المتنازعة .