ذكرت صحيفة "الجارديان"البريطانية أن الأكراد في منطقة الشرق الأوسط ربما يكونون هم الرابح الأكبر من اندلاع ثورات الربيع العربي، وفي مقدمتها الثورة السورية. وأوضحت الصحيفة - في مقال إفتتاحي نشرته وأوردته على موقعها على شبكة الإنترنت الأربعاء 9 يناير - أن حلم الأكراد بإقامة دولة مستقلة بلغ الآن مرحلة محورية ومتقدمة إلا أنه سيصبح مرهونا خلالها بما ستحمله لهم أحداث الربيع العربي. وقالت الصحيفة "لقد بدأ حلم الأكراد، في إقامة أو تجميع أوصال دولتهم التاريخية والمنشودة، منذ اندلاع الحرب العالمية الأولى في عام 1914 ثم سقوط الإمبراطورية العثمانية في عام 1924، حيث وعدهم البريطانيون والفرنسيون في إطار معاهدة "سايكس- بيكو" في عام 1916 بتأسيس دولة مستقلة لكنهم سرعان ما تنصلوا من وعودهم وانتهى الأمر بالأكراد إلى أن يصبحوا أقليات منقسمة على نفسها تعيش تحت وطأة القمع في أربع دول هي: إيران والعراق وتركيا وسوريا ". وأضافت " فكثيرا ما ثار الأكراد ضد النظام الجديد الذي فرض عليهم لاسيما في العراق، ولكن وقفت الطبيعة الجغرافية، حيث تعيش هذه الجماعات في مناطق غير ساحلية بجانب البيئة الجيو سياسية مما يحول دون نجاح ثوراتهم التي دائما ما كانت تسحق على أيدي الأنظمة التي ثاروا ضدها وعلى رأسها نظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين". ورأت الصحيفة البريطانية أن ثورة سوريا فرصة سانحة أمام الأكراد لتغيير البيئة الجيو سياسية السائدة في المنطقة لصالحهم، ولكن تقف تركيا عائقا أمام تحقيقهم هذا الهدف، لأنها ستخسر كثيرا من انفصال الأكراد وتأسيسهم دولة مستقلة واقتطاع أجزاء من أراضيها لتحقيق هذا الهدف.