قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إن الولاياتالمتحدةالأمريكية والرئيس السوري بشار الأسد يغضان الطرف عن الواقع المرير الذي تعيشه سوريا. وأشارت الصحيفة إلى أن الأسد لم يبد في خطابه الأخير أي نية للتنحي أو للحديث مع المعارضة المسلحة التي تسيطر على أجزاء كبيرة من المدن السورية. وأوضحت الواشنطن بوست – في تعليق الثلاثاء 8 يناير - أن الرئيس السوري لم يتحدث في خطابه الأخير عن المبادرة التي طرحها المبعوث الأممي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي، والتي دعمتها الحليفة المقربة لنظامه - روسيا - بجانب الولاياتالمتحدة، وأكد أنه سيقاتل للنهاية ضد ما أسماه ب-"أعداء الله ودمى الغرب". وذكرت الصحيفة أن وزارة الخارجية الأمريكية قدمت تعليقا مقتضبا عن الخطاب الأول للأسد عقب ما يقرب من ستة أشهر وأكدت أن مبادرته لتسوية الأزمة في بلاده تعد بعيدة تماما عن الواقع بل وتقوض جهود الإبراهيمي في سوريا وتحث مؤيدي النظام على ممارسة المزيد من القمع الوحشي ضد الشعب السوري. واعتبرت أن المأساة الحقيقة في سوريا تكمن في وجود مؤشرات ضئيلة للغاية حول احتمالات مواجهة الأسد للواقع خلال الوقت القادم، وقالت "إنه على الرغم من المكاسب التي تحققها المعارضة إلا أنها تفتقر إلى امتلاك الأسلحة الثقيلة اللازمة لرفع يد النظام الحاكم عن دمشق أو حتى وقف المدفعية وإسقاط الطائرات والصواريخ التي يستخدمها النظام لضرب المدن. وأضافت " أنه مع استمرار الولاياتالمتحدة والحكومات الغربية في رفض تقديم الدعم العسكري والمادي للمعارضة السورية فإن الموقف سيزداد سوءا، لاسيما مع تداول تقارير تفيد بقرب انتهاء احتياطي الأسلحة في يد الثوار". وأشارت الصحيفة إلى أن الأسد في خطابه الأخير أثبت تجاهله الواضح - هو ومقربوه - لإعلان الأممالمتحدة أن أكثر من 60 ألف مواطن سوري قتلوا منذ بدء الانتفاضة قبل ما يقرب من عامين، واصفة ذلك بالإعلان الذي عكس أيضا عجز السياسات الأمريكية عن التصرف حيال هذه الأزمة.