ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية في عددها الصادر الاثنين17ديسمبر، أن الولاياتالمتحدة تدرس تغيير إستراتيجيتها حيال أفغانستان. وقالت أنها ستصب جل اهتمامها بدءا من العام القادم في تقديم المشورة وتمكين القوات الأفغانية بدلا من خوض معارك مباشرة مع حركة طالبان، كما أعتبر مسؤولون أمريكيون - في تصريحات أدلوا بها إلى الصحيفة التي بثتها على موقعها الإلكتروني - أن هذه الخطوة من شأنها تخفيض قوام القوات الأمريكية المتواجدة في أفغانستان بحلول فصلى الربيع والصيف القادمين. أوضحت الصحيفة أن قائد قائد القوات الأمريكية وقوات حلف شمال الأطلسي "ناتو" في أفغانستان الجنرال جون ألين يحاول مع ذلك إقناع الإدارة الأمريكية بالإبقاء على معدل قوام القوات الأمريكية المنتشرة هناك خلال العام القادم لاسيما مع دخول موسم جديد للقتال منتظر أن يستمر حتى شهر نوفمبر القادم، فى حين يسعى مسؤولون آخرون بالحصول على موافقة تسريع وتيرة السحب التدريجي للقوات. وعزا أحد المسئولين الأمريكيين أسباب دراسة واشنطن لتغيير إستراتيجيتها حيال أفغانستان إلى إصرار الرئيس الأفغاني حامد كرزاى على وقف العمليات العسكرية التي تشنها القوات الأمريكية في ريف بلاده، وهو ما يجعل من استمرارها شيئا غير ضروري، لذلك توقع بأن تسحب وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون"ما بين 20 ألفا إلى 30 ألف جندي من جنودها على مراحل في خلال الأشهر القادمة. وأضاف المسئول -الذي طلب عدم ذكر اسمه - "أن المسألة لا تتعلق بمدى القدرة القتالية لجنودنا، بل بقدرة القوات الأمنية الأفغانية نظرا لأنها ستتحمل العبء الأكبر من العمليات القتالية مع المسلحين"،بينما أشار مسئول عسكري أمريكي في كابول إلى أن العام القادم سيشهد الموسم القتالي الفعلي الذي ستخوضه القوات الأفغانية بشكل كبير. وربطت "وول ستريت جورنال" قرار وتيرة الانسحاب الأمريكي في حقيقة الأمر بالمداولات التي تجرى حول حجم الوجود العسكري الدائم المنتظر أن يبقيه البيت الأبيض في أفغانستان لما عقب الانسحاب النهائي المقرر في عام 2014،لافتة إلى أن هذه القضية قيد نقاش بين الحكومتين الأمريكية والأفغانية. وكان قد اعلن الرئيس الأفغاني حامد كرزاى في خطابه الأخير - حسبما ذكرت الصحيفة الأمريكية - أنه بالتزامن مع بدء العام القادم ستتولى القوات الأمنية الأفغانية السيطرة الكاملة على الوضع الأمني بالبلاد، مستبعدا أي نشاط عسكري تقوم به القوات الأجنبية على الأراضي الأفغانية.